responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاكمات الخلفاء وأتباعهم نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 430


الله ( صلى الله عليه وآله ) في الغار وفي الهجرة ، وأسبق منك إيمانا وأكبر سنا ، وأعلم منك بوصايا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في علي ( عليه السلام ) وعترته ، ومنزل الكتاب ، فكيف تابعك ؟ وانقاد إليك تسره وتناجيه النجوى التي نهى الله عنها ورسوله ، وهو يصغي إليك في قوله تعالى في سورة المجادلة ، الآية ( 9 ) : * ( فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ) * !
وكيف خالف أوامر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في جيش أسامة ؟
وهل صح أنه كان من المتخلفين ؟ وكيف لم يمنعك عن مخالفتك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حينما طلب دواة وبياض ؟
الجواب :
كنت وأبو بكر معي كفرس رهان في الوصول إلى أهدافنا وأغراضنا وسيرتنا ومجالسنا ، ولم نختلف إلا أنه أشد تظاهرا بمبادئ الإسلام ، وأقل تكابرا بالنفس ، وأعمق غورا ، وأدق طورا .
يعرف مواقع الكلام فلا يرسله جزافا ، وهيهات أن تنال منه دون جدوى خلافا ، فلا ينبس بما يضمر إلا لمن وثق بمكاشفته ، وأيقن بموافقته ، وقد أكبرته ووجدت فيه العون والمعين ، والدليل الأمين ، أسر إليه ما في نفسي وأبادله مشاعري وحسي ، وهو إن سبقني لإسلامه ، فقد سبقني في مرامي ومرامه ، وكلانا لا نختلف في الكمين واليقين ، ولا نبتعد الواحد عن الآخر في المبدأ والدين ، وقد وجدته المسدد لخلتي والمرمم لزلتي ، وكأنه هو الذي وجد في ضالته ، والمكمل لحالته .
لذا اتخذني آلة للوصول إلى غايته ، وخليلا وجد في الغنى لفاقته ، فاستهواني فهويته ، واستطببني فداويته ، وقد سبقني ببث ما يكن ، مذ وجدني موافقا إليه ولنجواه أصغي وأحن فاتفقنا سرا وعلانية ، وأباح كل واحد للآخر أهدافه وأمانيه ، فجاءت موافقة مطابقة في أغراضه وحقائقه ، وهو مثلي استهواه محمد بتدبيره ،

430

نام کتاب : محاكمات الخلفاء وأتباعهم نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 430
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست