responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاكمات الخلفاء وأتباعهم نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 394


ولقد استشطت غيظا وكمدا منه في خيبر يوم فررت في اليوم الأول خائبا ، وفر في اليوم الثاني عمر مدبرا هاربا ، ونادى رسول الله محمد ( صلى الله عليه وآله ) ليعطين الراية لمن يحبه الله ورسوله كرار غير فرار فاتح ، فكأن ذلك الفتى عليا ، وكنا أنا وعمر وبعض من يضمه المجلس نتحرق غيظا ، ونستشيط بغضا لمن تركنا في الأذلين وبلغ القمة السامقة بإسلامه والعصمة في إقدامه والطهارة منذ البدء ، والتضحية والإكرام للأوفياء ، والعون للضعفاء والفقراء ، والنكال على أهل الضلال الأشقياء .
لطالما نعته الله بكتابه وخصه بثوابه ، وميزه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ببضعته وإخوته ومقامه ، فجعله نفسه وأبا ذريته ومدحه في سره وعلانيته ، ونسب له كل مكرمة ، ونزهه من كل ذميمة محرمة .
فلم نلق من حياتنا معه ما يسد جشعنا وندرك أمانينا في حياة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، حتى إذا حل يوم غدير خم وأعلن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إمارته علينا وتأييده وأمرنا ببيعته وتسديده ، فهنأناه كارهين ، وأظهرنا له الطاعة ناقمين ، وأعلن لنا أنها آخر حجة حجها وأنه دعي ويجيب ، فتنفسنا الصعداء ، وترقبنا يوم يفارقنا من دار الفناء لدار البقاء ، ووالينا اجتماعاتنا ونجوانا سرا مثابرين ، وأرقبنا اليوم الموعود ساهرين ، لا نريد فرقته كي لا تفوتنا الفرصة ، ولا الابتعاد عن المدينة وتركه مع علي فيما خصه .
وإذا به يراقبنا مراقبة في الصغيرة والكبيرة ويصغرنا بعد حملة خيبر كجندي يجد على تعزيره ، ويضعنا جنودا تحت إمرة أسامة ، الشاب الذي لما يبلغ العشرين ! فأثرناها عليه من اليسار واليمين ، سائمين ناقدين ، فخطبنا متذمرا ، وقد بدت عليه علائم مرض الموت ، وقال إنه أمر الله وليس له من فوت ، وبقينا متماهلين غير طائعين فلقي كل فرد من المتخلفين ، فدعانا وطلب بياضا ودواة ليحرر وثيقة العهد لعلي ، وقد دبرنا الانقلاب فثرنا في وجهه ناقمين ، وطعنا به

394

نام کتاب : محاكمات الخلفاء وأتباعهم نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 394
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست