responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاكمات الخلفاء وأتباعهم نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 268


وبلغ منزلة رفيعة عند رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في صدقه وأمانته ، حتى كان يسره دون غيره [1] .
وهذا أبو نعيم [2] في حليته : يجله لا يجل مثله من الصحابة ، حيث يقول فيه :
العابد ، الزاهد ، القانت ، الوحيد ، رابع الإسلام ، ورافض الأزلام قبل فرع الشرع والأحكام ، تعبد قبل الدعوة بالشهور والأعوام ، وأول من حيى الرسول ( صلى الله عليه وآله ) بتحية الإسلام ، لم تكن تأخذه في الحق لائمة اللوام ، ولا تفزعه سطوة الولاة والحكام ، أول من تكلم في علم البقاء والفناء ، وثبت على المشقة والعناد ، وحفظ العهود والوصايا ، وصبر على المحن والرزايا ، واعتزل مخالطة البرايا إلى أن حل بساحة المنايا ، أبو ذر الغفاري رضي الله عنه خدم الرسول وتعلم الأصول ونبذ الفضول .
من عظماء المجاهدين في زمن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وبعده وأجلهم وأشجعهم أمرا بالمعروف على حد قوله تعالى في سورة آل عمران ، الآية ( 104 ) : * ( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ) * .
وإذ رأى خروج عثمان وآل أمية على حدود الإسلام أقام جهاده للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كأشد فرد ، صابر لما صبت عليه من الرزايا حتى قضى نحبه .
ولقد أعيى معاوية وعثمان إقناعه بالمال وغيره فأبى إلا أن يكون أمينا ناصحا .
وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أخبره بما يحل به فلم يأبه للوم اللائمين حتى أخبر بما سيقاسيه لعثمان نفسه ، أنه ينفى ، وكثيرا مما نزل به وما ينزل به بعد موته ، ومن



[1] مجمع الزوائد 9 : 33 والترمذي وصحيحه 2 : 213 ، والحلية لأبي نعيم 1 : 172 ، وسنن ابن ماجة 1 : 66 ، والمستدرك ج 3 ، والإصابة ج 3 ، ومسند أحمد 5 : 197 و 181 .
[2] الحلية لأبي نعيم 1 : 156 .

268

نام کتاب : محاكمات الخلفاء وأتباعهم نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 268
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست