الحارث بن الحكم أخو مروان : أحد أغصان الشجرة الملعونة الطريد مع أبيه وأخيه مروان من ألد خصوم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعترته ، وهو الآخر الذي يدنيه عثمان ويقدم له ابنته عائشة ويصاهره ويغدق عليه العطايا من بيت مال المسلمين . تلك الأموال التي خصصت للفقراء والمساكين وابن السبيل مما جاء في آية الخمس والصدقات ، غير هياب من الله ومن الناس ، يحرم منها ذوي العوز والفاقة من عامة المسلمين والصحابة البررة وآل بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ليقدمها لأشقى خلق الله وألد أعدائه . ومذ لم يجد مناصا من رد جواب وعذر يقول : إنما وصلت رحمي ، وقد نسي الآيات التي تذكر أن القسط والعدل لا يجوزان صلة الفاجر والفاسق وحرمان المؤمنين ، ولو كان أقرب أقربائهم ، هذا إذا كان ملكه وله فيه حق التصرف ، فكيف وقد وهب الأمير ملك المسلمين وصدقات المعوزين ؟ ! أنت أيها الغاصب مجلس خليفة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ماذا ستجيب الله يوم الحساب إذا سألك : لماذا قدمت للحارث من بيت مال المسلمين ثلاثمئة ألف درهم ، يا ترى أقولك : وصلت رحمي ينجيك ؟ وقد حرمت المئات والألوف ، إذ تقدمها لأبي سفيان والحكم ولمروان والحارث وعلى نفسك وعشيرتك ، ليتنعموا بها ويخزنوها ، وحولك الجياع والمساكين والفقراء ذوي الحق الذين سلبتهم وغصبتهم وحرمتهم من سهامهم التي فرضها الله لهم [1] . وكيف قدمت للحارث غير ذلك ( إبل الصدقات ) ؟ أتجيب ربك عند الحساب : قدمت مال الضعفاء الفقراء المساكين المعوزين الجياع العراة لرحمي ؟