responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاكمات الخلفاء وأتباعهم نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 205


التقوى بذوي العصبيات والجهالة ، وكل ما يخجل وجه الإنسانية وضمير الشريعة الإسلامية الداعية إلى الفضيلة والحكمة والعلم وتوقير أهله .
وإليك ويلات أعظم وأسانيد تثبت أمر عمر بحرق وإتلاف مكتبات الإسكندرية [1] ونتيجة البحوث والمطالعات العلمية والحكمية والفنية ، بما جمعت من الشرق والغرب وما فيه من علوم رياضية وطبيعية وأدبية وكل شئ ، تلك التي بذل لجمعها فحول الحكماء وعلماء الطب وعلماء الرياضيات وعلوم الفلك وكل ما أنتجته أدمغة البشر في ذلك العهد ، وعنى بجمعها ودراستها أشهر الملوك ، فأشادوا لها الجماعات ، وقامت عليها الحضارات والثقافات اليونانية والرومانية والبابلية والآشورية والفارسية والهندية وغيرها .
تلك التي تتجاوز عن آلاف السنين من الخبرة والتجربة البشرية المأسوف عليها ، أنها تدمر في عهد إسلامي ، وعلى خلاف الأهداف الإسلامية ، بل الدين والكتاب الإسلامي ونبيه ( صلى الله عليه وآله ) والخلفاء ، الذين نص عليهم ، وأنهم يتبرأون من مثل هذه الجنايات الكبرى ، وإليك شرح نبذة منها :
أخرج أبو الفرج الملطي في تاريخ مختصر الدول ، وهو الذي توفي سنة ( 684 ه‌ ) ص 18 طبعة يوك في اوكسونيا سنة ( 1663 م ) ما نصه : وعاش ( يحيى الغراماطيقي ) إلى أن فتح عمرو بن العاص مدينة الإسكندرية ، ودخل على عمرو وقد عرف موضعه من العلوم فأكرمه عمرو ، وسمع من ألفاظه الفلسفية التي لم تكن للعرب بها سابقة ما هاله ، ففتن به . وكان عمرو بن العاص عاقلا حسن الاستماع ، صحيح الفكر ، فلازمه ، وكان لا يفارقه . ثم قال له يحيى يوما : " إنك قد أحطت بحواصل الإسكندرية ، وفتحت على كل الأصناف الموجودة بها ، فما لك به انتفاع



[1] التمدن الإسلامي 3 : 40 لجرجي زيدان ، ذكرها برمتها ، وقال النسخة المطبوعة في مطبعة الآباء اليسوعيين في بيروت قد حذفت منها هذه الجملة كلها بسبب لا تعلمه .

205

نام کتاب : محاكمات الخلفاء وأتباعهم نویسنده : الدكتور جواد جعفر الخليلي    جلد : 1  صفحه : 205
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست