وروى الذهبي في تذكرة الحفاظ أن عمر حجر على ابن مسعود وأبي الدرداء قائلا : أكثرتم الحديث عن رسول الله وكان حبسهم في المدينة وأطلقهم عثمان زمن خلافته . والحقيقة الناصعة هي أن تدوين الحديث والسنة يجب أن يلي تدوين القرآن في الأهمية ، وأن منعه إنما هو جناية لا تغتفر كالكذب على الله ورسوله [1] ، كما قال ( صلى الله عليه وآله ) : " من قال علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار " . وحتى لقد عد الكذب هنا من الكبائر ، وحتى قالوا بكفر من كذب على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ولا يقل عنه من منع أحاديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن تنشر ومهد السبيل لمن ينشر الكذب محلها . النصوص القرآنية والسنة توجبان تدوين السنة [2] قال تعالى في سورة البقرة ، الآية ( 159 ) : * ( إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعدما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون ) * . قال الجصاص : إن أحاديث رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من البينات والهدى التي تنص عليها الآية . كما جاء في نص آخر قوله تعالى في سورة الحشر ، الآية ( 7 ) : * ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ) * . وقوله تعالى في سورة النجم ، الآيتان ( 3 ) و ( 4 ) : * ( وما ينطق عن الهوى * إن
[1] راجع موسوعتنا الجزء الثالث حول منع تدوين الحديث ، ورسول الله ( ص ) يمنع الكذب عليه . [2] المصدر السابق .