responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 50


كما أن في القرآن آيات مشتملة على الأوامر والنواهي الإلهية ، وتدل على مجازاته على تلك الأوامر والنواهي ، فلو لم يكن للإنسان دور في ذلك المجال وتأثير في الطاعة والعصيان فما هي الغاية من الأمر والنهي وما معنى الجزاء والعقوبة ؟
التفسير الصحيح للتوحيد في الخالقية إن المقصود من حصر الخالقية بالله تعالى هو الخالقية على سبيل الاستقلال وبالذات ، وأما الخالقية المأذونة من جانبه تعالى فهي لا تنافي التوحيد في الخالقية . كما أن المراد من السببية الإمكانية ( أعم من الطبيعية وغيرها ) ليست في عرض السببية الإلهية ، بل المقصود أن هناك نظاما ثابتا في عالم الكون تجري عليه الآثار الطبيعية والأفعال البشرية ، فلكل شئ أثر تكويني خاص ، كما أن لكل أثر وفعل مبدأ فاعليا خاصا ، فليس كل فاعل مبدأ لكل فعل ، كما ليس كل فعل وأثر صادرا من كل مبدأ فاعلي ، كل ذلك بإذن منه سبحانه ، فهو الذي أعطى السببية للنار كما أعطى لها الوجود ، فهي تؤثر بإذن وتقدير منه سبحانه ، هذا هو قانون العلية العام الجاري في النظام الكوني الذي يؤيده الحس والتجربة وتبتني عليه حياة الإنسان في ناحية العلم والعمل .
وبهذا البيان يرتفع التنافي البدئي بين طائفتين من الآيات القرآنية ، الطائفة الدالة على حصر الخالقية بالله تعالى ، والطائفة الدالة على صحة قانون العلية والمعلولية واستناد الآثار إلى مبادئها الغريبة ، والشاهد على صحة هذا الجمع ، لفيف من الآيات وهي التي تسند الآثار إلى أسباب كونية خاصة وفي عين الوقت تسندها إلى الله سبحانه ، وكذلك تسند بعض

50

نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 50
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست