نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 481
( أولئك الذين طبع الله على قلوبهم ) . ( 1 ) وقوله تعالى : ( ختم الله على قلوبهم ) . ( 2 ) فالإمعان في هذه الآيات يثبت أن الإيمان هو التصديق القلبي ، يترتب عليه أثر دنيوي وأخروي ، أما الدنيوي فحرمة دمه وعرضه وماله ، إلا أن يرتكب قتلا أو يأتي بفاحشة . وأما الأخروي فصحة أعماله ، واستحقاق المثوبة عليها وعدم الخلود في النار ، واستحقاق العفو والشفاعة في بعض المراحل . ثم إن السعادة الأخروية رهن الإيمان المشفوع بالعمل ، لا يشك فيه من له إلمام بالشريعة والآيات والروايات الواردة حول العمل ، ومن هنا يظهر بطلان عقيدة المرجئة التي كانت تزعم أن العمل لا قيمة له في الحياة الدينية ، وتكتفي بالإيمان فقط ، وقد تضافر عن أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) لعن المرجئة ( 3 ) ، قال الصادق ( عليه السلام ) : " ملعون ، ملعون من قال : الإيمان قول بلا عمل " . ( 4 ) ومما ذكرنا تبين أن الأحاديث المروية في أن الإيمان عبارة عن معرفة بالقلب ، وقول باللسان ، وعمل بالأركان ( 5 ) ، لا تهدف تفسير حقيقة الإيمان ، بل هي ناظرة إلى أن الإيمان بلا عمل لا يكفي لوصول الإنسان إلى
1 . النحل : 108 . 2 . البقرة : 7 . 3 . لاحظ الوافي ، للفيض الكاشاني : 3 / 46 ، أبواب الكفر والشرك ، باب أصناف الناس . 4 . البحار : 66 / 19 . 5 . سنن ابن ماجة : ج 1 ، باب الإيمان ، الحديث 65 ، خصال الصدوق ، باب الثلاثة ، الحديث 207 ، نهج البلاغة : الحكم 227 ، بحار الأنوار : ج 69 ، ص 18 ، الباب 30 .
481
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 481