responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 466


وبما ذكره الطبرسي يظهر جواب سؤال آخر ، وهو أنه إذا كان الاستحقاق مشروطا بعدم صدور العصيان فكيف يطلق عليه الإحباط ، إذ الإحباط إبطال وإسقاط ولم يكن هناك شئ يبطل أو يسقط ؟
وذلك لأن نفس العمل في الظاهر سبب ومقتضي ، فالإبطال والإسقاط كما يصدقان مع وجود العلة التامة ، فهكذا يصدقان مع وجود المقتضي الذي هو جزء العلة .
هذا كله في الإحباط ، وأما التكفير فهو لا يعد ظلما لأن العقاب حق للمولى وإسقاط الحق ليس ظلما بل إحسان ، وخلف الوعيد ليس بقبيح عقلا ، وإنما القبيح خلف الوعد ، فلأجل ذلك لا حاجة إلى تقييد استحقاق العقاب أو استمراره بعدم تعقب الطاعات ، بل هو ثابت غير أن المولى سبحانه عفى عبده لما فعله من الطاعات .
قال سبحانه :
( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما ) ( 1 ) . ( 2 ) هذا ولا يصح القول بالإحباط والتكفير في كل الأعمال ، بل يجب تتبع النصوص والاقتصار بها في ذلك .


1 . النساء : 31 . 2 . وفي معناها الآية 29 / الأنفال ، والآية 2 / محمد .

466

نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 466
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست