نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 461
ويرده أن المعيار في القضاء ليس هو التشابه الصوري ، بل المعيار هو البواطن والعزائم ، وإلا لوجب أن يكون السعي بين الصفا والمروة والطواف حول البيت شركا ، لقيام المشركين به في الجاهلية ، وهؤلاء المشركون كانوا يطلبون الشفاعة من الأوثان باعتقاد أنها آلهة أو أشياء فوض إليها أفعال الله سبحانه من المغفرة والشفاعة . وأين هذا ممن طلب الشفاعة من الأنبياء والأولياء بما أنهم عباد الله الصالحون ، فعطف هذا على ذلك جور في القضاء وعناد في الاستدلال . 3 . إن طلب الشفاعة من الغير دعاء له ودعاء غيره سبحانه حرام ، يقول سبحانه : ( فلا تدعوا مع الله أحدا ) . ( 1 ) ويرده أن مطلق دعاء الغير ليس محرما وهو واضح ، وإنما الحرام منه ما يكون عبادة له بأن يعتقد الألوهية والربوبية في المدعو ، والآية ناظرة إلى هذا القسم بقرينة قوله : ( مع الله ) أي بأن يكون دعاء الغير على وزان دعائه تعالى وفي مرتبته ، ويدل عليه قوله سبحانه - حاكيا قولهم يوم القيامة - : ( تالله إن كنا لفي ضلال مبين * إذ نسويكم برب العالمين ) . ( 2 ) 4 . إن طلب الشفاعة من الميت أمر باطل . ويرده إن الإشكال ناجم من عدم التعرف على مقام الأولياء في كتاب الله الحكيم ، وقد عرفت في الفصول السابقة إن القرآن يصرح بحياة جموع كثيرة من الشهداء ، وغيرهم ، ولو لم يكن للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم )
1 . الجن : 18 . 2 . الشعراء : 97 - 98 .
461
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 461