نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 39
ثم إن إمام الموحدين عليا ( عليه السلام ) عندما سئل عن وحدانيته تعالى ، ذكر للوحدة أربعة معان ، اثنان منها لا يليقان بساحته تعالى واثنان منها ثابتان له . أما اللذان لا يليقان بساحته تعالى ، فهما : الوحدة العددية والوحدة المفهومية حيث قال : " فأما اللذان لا يجوزان عليه ، فقول القائل واحد يقصد به باب الأعداد ، فهذا ما لا يجوز ، لأن ما لا ثاني له لا يدخل في باب الأعداد ، أما ترى أنه كفر من قال إنه ثالث ثلاثة ، وقول القائل هو واحد من الناس يريد به النوع من الجنس ، فهذا ما لا يجوز لأنه تشبيه وجل ربنا وتعالى عن ذلك " . وأما اللذان ثابتان له تعالى ، فهما : بساطة ذاته ، وعدم المثل والنظير له ، حيث قال : " وأما الوجهان اللذان يثبتان فيه ، فقول القائل : هو واحد ليس له في الأشياء شبه . . . وأنه عز وجل أحدي المعنى . . . لا ينقسم في وجود ولا عقل ولا وهم . . . " . ( 1 ) ثم إن في سورة التوحيد أشير إلى هذين المعنيين ، فإلى المعنى الأول ، أشير بقوله تعالى : ( قل هو الله أحد ) . وإلى المعنى الثاني بقوله تعالى : ( ولم يكن له كفوا أحد ) .
1 . التوحيد للصدوق : الباب 3 ، الحديث 3 .
39
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 39