نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 376
آية الولاية قال سبحانه : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) . ( 1 ) وقبل الاستدلال بالآية نذكر شأن نزولها ، روى المفسرون عن أنس بن مالك وغيره أن سائلا أتى المسجد وهو يقول : من يقرض الملئ الوفي ، وعلي راكع يشير بيده للسائل : إخلع الخاتم من يدي ، فما خرج أحد من المسجد حتى نزل جبرئيل ب : ( إنما وليكم الله ) . ( 2 ) وإليك توضيح الاستدلال : إن المستفاد من الآية أن هناك أولياء ثلاثة وهم : الله تعالى ، ورسوله ، والمؤمنون الموصوفون بالأوصاف الثلاثة ، وإن غير هؤلاء من المؤمنين هم مولى عليهم ولا يتحقق ذلك إلا بتفسير الولي بالزعيم والمتصرف في شؤون المولى عليه ، إذ هذه الولاية تحتاج إلى دليل خاص ، ولا يكفي الإيمان في ثبوتها ، بخلاف ولاية المحبة والنصرة ، إذ هما من فروع
1 . المائدة : 55 . 2 . رواه الطبري في تفسيره : 6 / 186 ، والجصاص في أحكام القرآن : 2 / 446 ، والسيوطي في الدر المنثور : 2 / 293 ، وغيرهم . وأنشأ حسان بن ثابت في ذلك أبياته المعروفة ، وهي : أبا حسن تفديك نفسي ومهجتي * أيذهب مدحي والمحبين ضائعا فأنت الذي أعطيت إذ أنت راكع * بخاتمك الميمون يا خير سيد فأنزل فيك الله خير ولاية * وكل بطئ في الهدى ومسارع وما المدح في ذات الإله بضائع * فدتك نفوس القوم يا خير راكع ويا خير شار ثم يا خير بائع * وبينها في محكمات الشرائع
376
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 376