نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 340
ولكن ليس معنى ذلك ترك البحث رأسا ، فإنه إذا كان البحث نزيها موضوعيا يكون مؤثرا في توحيد الصفوف وتقريب الخطى ، إذ عندئذ تتعرف كل طائفة على ما لدى الأخرى من العقائد والأصول ، وبالتالي تكون الطائفتان متقاربتين ، وهذا بخلاف ما إذا تركنا البحث مخافة الفرقة فإنه يثير سوء الظن من كل طائفة بالنسبة إلى أختها في مجال العقائد فربما تتصورها طائفة أجنبية عن الإسلام ، هذا أولا . وثانيا : إن لمسألة الخلافة بعد النبي بعدين : أحدهما تاريخي مضى عصره ، والآخر بعد ديني باق أثره إلى يومنا هذا ، وسيبقى بعد ذلك ، وهو أنه إذا دلت الأدلة على تنصيب علي ( عليه السلام ) على الولاية والخلافة بالمعنى الذي تتبناه الإمامية يكون الإمام وراء كونه زعيما في ذلك العصر ، مرجعا في رفع المشاكل التي خلفتها رحلة النبي ، كما سيوافيك بيانها ، فيجب على المسلمين الرجوع إليه في تفسير القرآن وتبيينه ، وفي مجال الموضوعات المستجدة التي لم يرد فيها النص في الكتاب والسنة ، فليس البحث متلخصا في البعد السياسي حتى نشطب عليه بدعوى أنه مضى ما مضى ، بل له مجال أو مجالات باقية . ولو كان البحث بعنوان الإمامة والخلافة مثيرا للخلاف ولكن للبحث صورة أخرى نزيه عنه ، وهو البحث عن المرجع العلمي للمسلمين بعد رحلة النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في مسائلهم ومشاكلهم العلمية ، وهل قام النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بنصب شخص أو طائفة على ذلك المقام أو لا ؟ والبحث بهذه الصورة لا يثير شيئا . والشيعة تدعي أن السنة النبوية أكدت على مرجعية أهل البيت ( عليهم السلام ) في العقائد والمسائل الدينية ، وراء الزعامة السياسية المحددة بوقت خاص ومن أوضحها حديث الثقلين المتواتر عند الفريقين ولا يشك في صحته إلا الجاهل به أو المعاند ، فقد روي بطرق كثيرة عن
340
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 340