نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 314
بين فصحاء العرب وبلغائهم وبين الإتيان بمثله . وقد أورد عليها وجوه من النقاش والإشكال نكتفي بذكر ثلاثة منها : الأول : إن المتبادر من آيات التحدي أن القرآن في ذاته متعال ، حائز أرقى الميزات وكمال المعجزات حتى يصح أن يقال في حقه بأنه : ( لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ) ( 1 ) . ( 2 ) الثاني : لو كان عجز العرب عن المقابلة لطارئ مباغت أبطل قواهم البيانية ، لأثر عنهم أنهم حاولوا المعارضة ففوجئوا بما ليس في حسبانهم ، ولكان ذلك مثار عجب لهم ، ولأعلنوا ذلك في الناس ، ليلتمسوا العذر لأنفسهم وليقللوا من شأن القرآن في ذاته . ( 3 ) الثالث : لو كان الوجه في إعجاز القرآن هو الصرفة كما زعموا ، لما كانوا مستعظمين لفصاحة القرآن ، ولما ظهر منهم التعجب لبلاغته وحسن فصاحته كما أثر عن الوليد بن المغيرة ، فإن المعلوم من حال كل بليغ فصيح سمع القرآن يتلى عليه ، إنه يدهش عقله ويحير لبه وما ذاك إلا لما قرع مسامعهم من لطيف التأليف وحسن مواضع التصريف في كل موعظة وحكاية كل قصة ، فلو كان كما زعمه أهل الصرفة لم يكن للتعجب من فصاحته وجه ، فلما علمنا بالضرورة إعجابهم بالبلاغة ، دل على فساد هذه المقالة . ( 4 )
1 . الإسراء : 88 . 2 . أنظر بيان إعجاز القرآن : 21 . 3 . لاحظ مناهل العرفان في علوم القرآن للزرقاني : 2 / 314 . 4 . الطراز : 3 / 393 - 394 ، وهناك مناقشات أخرى على نظرية الصرفة مذكورة في الإلهيات : 2 / 327 - 332 .
314
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 314