نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 310
ويرى هذا الأسلوب في خطب النبي وعلي ( عليهما السلام ) في مواقف مختلفة . 3 . أسلوب الشعر ، وهو الأسلوب المعروف المبني على البحور المعروفة في العروض . 4 . أسلوب السجع المتكلف ، وهو كان يتداوله الكهنة والعرافون . لكن القرآن جاء بصورة من صور الكلام على وجه لم تعرفه العرب ، وخالف بأسلوبه العجيب أساليبهم الدارجة ومناهج نظمهم ونثرهم ، إن الأسلوب القرآني الذي تفرد به ، كان أبين وجه من وجوه الإعجاز في نظر الباحثين عن إعجازه ، وقد ركز القاضي الباقلاني عليه وحصر وجه إعجازه فيه ، وقال : " وجه إعجازه ما فيه من النظم والتأليف والترصيف ، وإنه خارج عن وجه النظم المعتاد في كلام العرب ومبائن لأساليب خطاباتهم ، ولهذا لم يمكنهم معارضته " . ( 1 ) ومما يدل على أن القرآن ليس كلام النبي الأعظم هو وجود البون الشاسع بين أسلوب القرآن وأسلوب الحديث النبوي ، فمن قارن آية من القرآن الكريم مع الأحاديث القطعية الصادرة منه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) حس بمدى التفاوت بين الأسلوبين ، وهذا يدل على أن القرآن نزل من عالم آخر على ضمير النبي ، بينما الحديث الذي تكلم به النبي من إنشاء نفسه . مثلا يقول الرسول ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في وصف الغفلة عن الآخرة : " وكأن الموت فيها على غيرنا كتب ، وكأن الحق فيها على غيرنا وجب ، وكأن الذي نشيع من الأموات سفر ، عما قليل إلينا يرجعون " . هذا أسلوب الحديث في هذا المجال ، وأما أسلوب القرآن فهو هكذا :
1 . الإتقان في علوم القرآن للسيوطي : 4 / 8 .
310
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 310