responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 308


وأشرافهم وهم : أبو سفيان بن حرب ، وأبو جهل بن هشام ، والأخنس بن شريق ، خرجوا ليلة ليستمعوا كلام رسول الله ص وهو يصلي من الليل في بيته ، فأخذ كل رجل منهم مجلسا يستمع فيه ، وكل لا يعلم بمكان صاحبه ، فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر ، تفرقوا ، فجمعهم الطريق فتلاقوا وقال بعضهم لبعض :
" لا تعودوا ، فلو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسه شيئا ، ثم انصرفوا " . ( 1 ) ولكن عادوا في ليلتين أخرتين بمثل ذلك .
وما هذا إلا لأن القرآن كان كلاما خلابا لعذوبة ألفاظه وبلاغة معانيه ، رائعا في نظمه وأسلوبه ، ولم يكن له نظير في أوساطهم .
د . الطفيل بن عمر الدوسي من الحبائل التي سلكها أعداء النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لصد تأثير القرآن ، منع شخصيات المشركين من لقاء الرسول ومن تلك الشخصيات الطفيل ، وكان رجلا شريفا شاعرا لبيبا ، فقد قدم مكة ورسول الله بها فمشى إليه رجال من قريش وخوفوه من سماع كلام النبي وبالغوا في ذلك ، يقول الطفيل : فوالله ما زالوا بي حتى أجمعت أن لا أسمع منه شيئا ولا أكلمه ، حتى حشوت في أذني حين غدوت إلى المسجد كرسفا . . .
فغدوت إلى المسجد ، فإذا رسول الله قائم يصلي عند الكعبة ، فقمت منه قريبا فأبى الله إلا أن يسمعني بعض قوله فسمعت كلاما حسنا ، فقلت في نفسي واثكل أمي ، والله إني لرجل لبيب ، شاعر ، ما يخفى علي الحسن من القبيح ، فما يمنعني أن أسمع من هذا الرجل ، فإن كان الذي يأتي به حسنا


1 . السيرة النبوية : 1 / 315 .

308

نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 308
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست