نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 261
فوارق المعجزة لسائر خوارق العادة إن هناك جهات من التمايز والتفارق بين المعجزة والكرامة وبين غيرهما من خوارق العادات وهي : الجهة الأولى من حيث طريق الحصول عليها ، فإن المعجزة والكرامة وليدتان لعناية إلهية خاصة ، وليس السبب لهما مما تناله يد الدراسة والتعلم ، ولكن السحر ونحوه نتاج التعليم والتعلم ولها مناهج تعليمية يجب ممارستها حتى يصل طالبها إلى النتائج المطلوبة يقول سبحانه : ( واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر - إلى أن قال : - فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه ) . ( 1 ) قال القاضي عبد الجبار : " إن الحيلة مما يمكن أن تتعلم وتعلم ، وهذا غير ثابت في المعجزة " . ( 2 ) ومن هنا فإن السحر ونحوه قابل للمعارضة دون المعجزة ، وإلى هذا أشار عبد الجبار بقوله : " إن الحيل مما يقع فيها الاشتراك ، وليس كذلك المعجزة " . ( 3 ) ولما كان السحر ونحوه رهن التعليم والتعلم ، فهو متشابه في نوعه ، متحد في جنسه ، يدور في فلك واحد ، ولا يخرج عن نطاق ما تعلمه أهله ولذا لا يأتون إلا بما تدربوا عليه ، بخلاف إعجاز الأنبياء فإنه على جانب عظيم من التنوع في الكيفية إلى حد قد لا يجد الإنسان بين المعجزات قدرا مشتركا وجنسا قريبا ، كما في المعجزات التي يخبر بها القرآن عن موسى وعيسى ( عليهما السلام ) بقوله تعالى :
1 . البقرة : 102 . 2 . شرح الأصول الخمسة : 572 . 3 . نفس المصدر .
261
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 261