نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 212
الاستطاعة تملكها من دون الله أو مع الله ؟ فسكت عباية ، فقال له أمير المؤمنين : قل يا عباية ، قال : وما أقول ؟ قال ( عليه السلام ) : . . . تقول إنك تملكها بالله الذي يملكها من دونك ، فإن يملكها إياك كان ذلك من عطائه ، وإن يسلبكها كان ذلك من بلائه ، هو المالك لما ملكك ، والقادر على ما عليه أقدرك " . ( 1 ) تذييل نقل عن الفخر الرازي أنه اعترف بأن الحق في المقام ما قاله أئمة الدين من الأمر بين الأمرين ، وإن أخطأ في تفسيره ، وجعل وزان الإنسان ، وزان القلم في يد الكاتب ، والوتد في شق الحائط ، وفي كلام العقلاء ، قال الحائط للوتد : لم تشقني ؟ فقال : " سل من يدقني " . ( 2 ) وممن اعترف بالأمر بين الأمرين شيخ الأزهر في وقته ، محمد عبده في رسالته حول التوحيد ، قال : " جاءت الشريعة بتقرير أمرين عظيمين ، هما ركنا السعادة وقوام الأعمال البشرية ، الأول : إن العبد يكسب بإرادته وقدرته ما هو وسيلة لسعادته ، والثاني : إن قدرة الله هي مرجع لجميع الكائنات وإن من آثارها ما يحول بين العبد وإنفاذ ما يريده . . . . وقد كلفه سبحانه أن يرفع همته إلى استمداد العون منه وحده بعد أن يكون قد أفرغ ما عنده من الجهد في تصحيح الفكر وإجادة العمل ، وهذا
1 . بحار الأنوار : 5 / 75 ، الباب الثاني ، الحديث 1 . 2 . راجع بحار الأنوار : ج 5 ، ص 82 .
212
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 212