responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 21


وأما الحكم والاستنتاج يرجع إلى العقل ويبتني على محاسبات عقلية ، وهو نظير ما إذا ثبت بالحس أن هاهنا مربعا ، فإن العقل يحكم من فوره بأن أضلاعه الأربعة متساوية في الطول .
فالعقل يرى ملازمة بينة بين النظم بمقدماته الثلاث ، أعني : الترابط والتناسق والهدفية ، وبين دخالة الشعور والعقل ، فعندما يلاحظ ما في جهاز العين مثلا من النظام بمعنى تحقق أجزاء مختلفة كما وكيفا ، وتناسقها بشكل يمكنها من التعاون والتفاعل فيما بينها ويتحقق الهدف الخاص منه ، يحكم بأنها من فعل خالق عظيم ، لاحتياجه إلى دخالة شعور وعقل وهدفية وقصد .
الإشكال الثاني إن هناك في عالم الطبيعة ظواهر وحوادث غير متوازنة خارجة عن النظام وهي لا تتفق مع النظام المدعى ولا مع الحكمة التي يوصف بها خالق الكون ، كالزلازل والطوفانات .
والجواب عنه : إن هذا الإشكال لا صلة له بمسألة النظم فإن ما تعد من الحوادث الكونية شرورا كالزلازل والطوفانات لها نظام خاص في صفحة الكون ، ناشئة عن علل وأسباب معينة تتحكم عليها محاسبات ومعادلات خاصة وقد وفق الإنسان إلى اكتشاف بعضها وإن بقي بعض آخر منها مجهولا له بعد . ( 1 )


1 . فإن قلت : كون الشرور الطبيعية تابعا لقوانين كونية وناشئا عن أسباب طبيعية خاصة راجع إلى النظم العلي ، والنظم المقصود في برهان النظم هو النظم الغائي ، والشرور توجب اختلال النظم بهذا المعنى . قلت : حقيقة النظم الغائي هي أن هناك تلائم وانسجام سائد في الأشياء تتجه إلى غاية مخصوصة وكمال مناسب لها ، وإن كان قد يتخلف بعروض مانع عن الوصول إلى الغاية كما في فرض الشرور ، ومثل هذا الفعل يسمى عندهم باطلا ، لا فاقدا للغاية .

21

نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 21
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست