responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 19


وفلق له السمع والبصر ، وسوى له العظم والبشر ، أنظروا إلى النملة في صغر جثتها ولطافة هيئتها لا تكاد تنال بلحظ البصر ولا بمستدرك الفكر ، كيف دبت على أرضها وصبت على رزقها ، تنقل الحبة إلى جحرها وتعدها في مستقرها ، تجمع في حرها لبردها وفي وردها لصدرها ( 1 ) . . . فالويل لمن أنكر المقدر وجحد المدبر . . . " . ( 2 ) وقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) في ما أملاه على تلميذه المفضل بن عمر :
" أول العبر والأدلة على الباري جل قدسه ، تهيئة هذا العالم وتأليف أجزائه ونظمها على ما هي عليه ، فإنك إذا تأملت بفكرك وميزته بعقلك وجدته كالبيت المبني المعد فيه جميع ما يحتاج إليه عباده ، فالسماء مرفوعة كالسقف ، والأرض ممدودة كالبساط ، والنجوم مضيئة كالمصابيح ، والجواهر مخزونة كالذخائر ، وكل شئ فيه لشأنه معد ، والإنسان كالمملك ذلك البيت ، والمخول جميع ما فيه ، وضروب النبات مهيئة لمآربه ، وصنوف الحيوان مصروفة في مصالحه ومنافعه .
ففي هذا دلالة واضحة على أن العالم مخلوق بتقدير وحكمة ونظام وملائمة ، وأن الخالق له واحد ، وهو الذي ألفه ونظمه بعضا إلى بعض جل قدسه وتعالى جده " . ( 3 )


1 . الصدر بالتحريك رجوع المسافر من مقصده ، أي تجمع في أيام التمكن من الحركة لأيام العجز عنها . 2 . نهج البلاغة : الخطبة 185 ، هذا وللإمام ( عليه السلام ) وصف رائع لخلقة النحل والخفاش والطاووس يستدل به على وجود الخالق وقدرته وعلمه . 3 . بحار الأنوار : 3 / 62 .

19

نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست