responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 156


الشئ حسنا أو قبيحا ، وهو يختلف باختلاف الموارد ، فقد ذكر للحسن والقبيح ملاكات نوردها فيما يلي :
1 . ملائمة الطبع ومنافرته : فالمشهد الجميل - بما أنه يلائم الطبع - حسن ، كما أن المشهد المخوف - بما أنه منافر للطبع - يعد قبيحا ، ومثله الطعام اللذيذ والصوت الناعم ، فإنهما حسنان ، كما أن الدواء المر ونهيق الحمار قبيحان .
2 . موافقة الغرض والمصلحة ومخالفتهما : والغرض والمصلحة إما شخصيان وإما نوعيان ، فقتل عدو الإنسان يعد حسنا عنده لأنه موافق لغرضه ، ولكنه قبيح لأصدقاء المقتول وأهله ، لمخالفته لأغراضهم ومصالحهم الشخصية ، هذا في المجال الشخصي ، وأما في المجال النوعي ، فإن العدل بما أنه حافظ لنظام المجتمع ومصالح النوع فهو حسن وبما أن الظلم هادم للنظام ومخالف لمصلحة النوع فهو قبيح .
3 . كون الشئ كمالا للنفس أو نقصانا لها : كالعلم والجهل ، فالأول زين لها والثاني شين ، ومثلهما الشجاعة والجبن ، وغيرهما من كمالات النفس ونقائصها .
4 . ما يوجب مدح الفاعل وذمه عند العقل : وذلك بملاحظة الفعل من حيث إنه مناسب لكمال وجودي للموجود العاقل المختار أو نقصان له ، فيستقل العقل بحسنه ووجوب فعله ، أو قبحه ووجوب تركه وهذا كما إذا لاحظ العقل جزاء الإحسان بالإحسان ، فيحكم بحسنه وجزاء الإحسان بالإساءة فيحكم بقبحه ، فالعقل في حكمه هذا لا يلاحظ سوى أن بعض الأفعال كمال للموجود الحي المختار وبعضها الآخر نقص له فيحكم بحسن الأول وقبح الثاني .
تعيين محل النزاع لا نزاع في الحسن والقبح بالملاك الأول والثالث ، وهو واضح ،

156

نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 156
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست