نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 405
الثاني : المعاد مقتضى العدل الإلهي إن العباد فريقان : مطيع وعاص ، والتسوية بينهم بصورها ( 1 ) المختلفة خلاف العدل ، فهنا يستقل العقل بأنه يجب التفريق بينهما من حيث الثواب والعقاب ، وبما أن هذا غير متحقق في النشأة الدنيوية ، فيجب أن يكون هناك نشأة أخرى يتحقق فيها ذلك التفريق ، وإلى هذا البيان يشير المحقق البحراني بقوله : " إنا نرى المطيع والعاصي يدركهما الموت من غير أن يصل إلى أحد منهما ما يستحقه من ثواب أو عقاب ، فإن لم يحشروا ليوصل إليهما ذلك المستحق لزم بطلانه أصلا " . ( 2 ) وإلى هذا الدليل العقلي يشير قوله تعالى : ( أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض * أم نجعل المتقين كالفجار ) . ( 3 ) وقوله تعالى : ( أفنجعل المسلمين كالمجرمين * ما لكم كيف تحكمون ) . ( 4 ) وقوله سبحانه : ( إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى ) . ( 5 ) فقوله : ( لتجزى ) إشارة إلى أن قيام القيامة تحقيق لمسألة الثواب والعقاب اللذين هما مقتضى العدل الإلهي .
1 . وهي : إثابة الجميع ، وعقوبة الجميع ، وتركهم سدى من دون أن يحشروا . 2 . قواعد المرام : 146 . 3 . ص : 28 . 4 . القلم : 35 - 36 . 5 . طه : 15 .
405
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 405