نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 37
والبرهان على عدم كونه مركبا من الأجزاء العقلية هو أن واجب الوجود بالذات لا ماهية له ، وما لا ماهية له ليس له أجزاء عقلية التي هي الجنس والفصل . ( 1 ) والوجه في انتفاء الماهية عنه تعالى بهذا المعنى هو أن الماهية من حيث هي هي ، مع قطع النظر عن غيرها ، متساوية النسبة إلى الوجود والعدم ، فكل ماهية من حيث هي ، تكون ممكنة ، فما ليس بممكن ، لا ماهية له والله تعالى بما أنه واجب الوجود بالذات ، لا يكون ممكنا بالذات فلا ماهية له . دلائل وحدانيته : التعدد يستلزم التركيب لو كان هناك واجب وجود آخر لتشارك الواجبان في كونهما واجبي الوجود ، فلا بد من تميز أحدهما عن الآخر بشئ وراء ذلك الأمر المشترك ، وذلك يستلزم تركب كل منهما من شيئين : أحدهما يرجع إلى ما به الاشتراك ، والآخر إلى ما به الامتياز ، وقد عرفت أن واجب الوجود بالذات بسيط ليس مركبا لا من الأجزاء العقلية ولا الخارجية . صرف الوجود لا يتثنى ولا يتكرر قد تبين أن واجب الوجود بالذات لا ماهية له ، فهو صرف الوجود ، ولا يخلط وجوده نقص وفقدان ، ومن الواضح أن كل حقيقة من الحقائق إذا
1 . إن الماهية تطلق على معنيين : أحدهما ما يقال في جواب " ما " الحقيقية ويعبر عنها بالذات والحقيقة أيضا ، وثانيهما ما يكون به الشئ هو هو بالفعل ، أي الهوية ، والمراد من نفي الماهية عنه سبحانه هو المعنى الأول .
37
نام کتاب : محاضرات في الإلهيات نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 37