للذهبي ، تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني [1] . هذه خلاصة ترجمة هذا الشخص . لكن الحافظ ابن حجر العسقلاني في شرحه على صحيح البخاري ، في مقدمة هذا الشرح [2] ، له فصل يدافع فيه عن رجال صحيح البخاري المقدوح فيهم ، عن الرجال المشاهير المجروحين الذين اعتمدهم البخاري ، فيعنون هناك عكرمة مولى ابن عباس ويحاول الذب عن هذا الرجل بما أوتي من حول وقوة . إلا أنكم لو رجعتم إلى كلماته لوجدتموه متكلفا في أكثرها أو في كل تلك الكلمات ، وهذه مصادر ترجمة هذا الشخص ذكرتها لكم ، ومن أراد التوسع فليرجع إلى الكتب التي ذكرتها . ومن طريف ما أحب أن أذكره هنا : إن عكرمة وإن أخرج عنه البخاري ، لم يخرج عنه مسلم ، عكرمة أعرض عنه مسلم وإن اعتمده البخاري ، ومن هنا قالوا : إن أصح الكتب كتاب البخاري وكتاب مسلم ، وأصحهما كتاب البخاري ، فلأمر ما قدموا البخاري ! ! ولي أيضا شواهد على هذا . سأقرأ لكم حديث الثقلين من صحيح مسلم ، والبخاري لم يرو حديث الثقلين في صحيحه ، سأذكر لكم - إن شاء الله - حديثا عن صحيح مسلم فيه مطلب مهم جدا يتعلق بالشيخين ، وقد ذكره البخاري في صحيحه في مواضع متعددة وحرفه وذكره بألفاظ وأشكال مختلفة . إذن ، كون عكرمة من رجال البخاري لا يفيد البخاري ولا يفيد عكرمة إنه ربما يحتج لوثاقة عكرمة باعتماد البخاري عليه ، ولكن الأمر بالعكس ، إن رواية البخاري عن عكرمة من أسباب جرحنا للبخاري ، من أسباب عدم اعتمادنا على البخاري ، ولو أن
[1] طبقات ابن سعد 5 / 287 ، تهذيب الكمال 20 / 264 ، تهذيب التهذيب 7 / 263 ، المغني في الضعفاء للذهبي 2 / 84 ، ميزان الاعتدال 3 / 93 ، وغيرها . [2] هدي الساري مقدمة فتح الباري : 524 .