التي لا عذر لأحد في التخلف عنها ، هذا مع ما علم من خصوصيتهم به ( صلى الله عليه وسلم ) ، وبأنهم جزء منه ، كما قال : " فاطمة بضعة مني " ، ومع ذلك فقابل بنو أمية عظيم هذه الحقوق بالمخالفة والعقوق ، فسفكوا من أهل البيت دماءهم ، وسبوا نساءهم ، وأسروا صغارهم ، وخربوا ديارهم ، وجحدوا شرفهم وفضلهم ، واستباحوا سبهم ولعنهم ، فخالفوا وصيته وقابلوه بنقيض قصده ، فوا خجلتهم إذا وقفوا بين يديه ، ويا فضيحتهم يوم يعرضون عليه ، فالوصية بالبر بآل البيت على الإطلاق ، وأما الاقتداء فإنما يكون بالعلماء العاملين منهم ، إذ هم الذين لا يفارقون القرآن . قال الشريف السمهودي : هذا الخبر يفهم وجود من يكون أهلا للتمسك به من عترته في كل زمان إلى قيام الساعة [1] . فيكون حديث " إني تارك فيكم الثقلين " دليلا على إمامة أئمتنا ، وعددهم في حديث الأئمة بعدي اثنا عشر ، وفي ذلك الحديث أيضا تصريح بأنهم موجودون إلى قيام الساعة . هذا بنحو الاختصار ، وقد تركت بعض القضايا الأخرى التي كنت قد سجلتها هنا فيما يتعلق بالنص على الأئمة الاثني عشر . فكان دليلنا على إمامة الأئمة الاثني عشر من النصوص : حديث الأئمة بعدي اثنا عشر ، وحديث الثقلين .
[1] شرح الزرقاني على المواهب اللدنية 7 / 7 - 8 - دار المعرفة - بيروت - 1414 .