عثمان [1] . إذن ، من المتمكن من إقامة الحجج والبراهين ودفع الشبه ؟ نحن الآن في القرن الرابع عشر أو في القرن الخامس عشر ، ومن أين نعرف حالات علي وأحوال أبي بكر ، ونحن نريد أن نختار أحدهما للإمامة على مسلك القوم ؟ . أليس من هذه الطرق ؟ أليس طريقنا ينحصر بالاطلاع على هذه القضايا لنعرف من الذي توفر فيه الشرط الأول ، الشرط الأول المتفق عليه ، المجمع عليه بين العلماء من المسلمين ، فهذا علي وهذه قضاياه ، وهذه هي الكلمات الواردة في حقه ، وهذا رجوع غيره إليه ، وعدم رجوعه إلى غيره ، أي إنه كان مستغنيا عن الغير وكان الآخرون محتاجين إليه . انتشار العلوم الإسلامية بالبلاد بواسطة الإمام علي وتلامذته : ولذا نرى أن العلوم الإسلامية كلها قد انتشرت بالبلاد الإسلامية بواسطة علي وتلامذته من كبار الصحابة ، وهذا أمر قد حققناه في موضعه في بحث مفصل ، لأن البلاد الإسلامية في ذلك العصر كانت : المدينة المنورة ، مكة المكرمة ، البصرة ، الكوفة ، اليمن ، الشام . وقد دققنا النظر وحققنا في الأمر ، ورأينا أن العلوم انتشرت في جميع هذه البلدان عن علي ( عليه السلام ) . أما في المدينة والكوفة ، فقد عاش علي في هاتين المدينتين وأفاد فيهما الناس بعلومه . أما الكوفة فقبل مجيء علي إليها كان فيها عبد الله بن مسعود . والشام كان عالمها الأكبر أبو الدرداء ، وأبو الدرداء تلميذ عبد الله بن مسعود ،