ويقول القاري في شرح الحديث : معنى التمسك بالعترة محبتهم والاهتداء بهداهم وسيرتهم [1] . ويقول الزرقاني المالكي وهو أيضا محقق في الحديث يقول : وأكد تلك الوصية وقواها بقوله : فانظروا بم تخلفوني فيهما بعد وفاتي ، هل تتبعونهما فتسروني أو لا فتسيئوني [2] . ويقول ابن حجر المكي : حث ( صلى الله عليه وسلم ) على الاقتداء والتمسك بهم والتعلم منهم [3] . وحينئذ ، يكون من دلالات حديث الثقلين : أعلمية أهل البيت من غيرهم ، والأعلمية المطلقة ، وهي تستلزم أفضليتهم ، والأفضلية مستلزمة للإمامة ، كما سنقرأ إن شاء الله تعالى ونحقق هذا الموضوع . إذن ، كل الصحابة كانوا مأمورين بالرجوع إلى أهل البيت ، والاقتداء بهم ، والتعلم منهم ، وإطاعتهم والانقياد لهم . ومن هنا ، فقد جاء في بعض ألفاظ حديث الثقلين - كما هو عند الطبراني [4] ، وفي مجمع الزوائد [5] ، وعند ابن الأثير في أسد الغابة [6] ، وأيضا في الصواعق المحرقة [7] - قال رسول الله بعد : " إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما . . . " قال : " فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم " ، ففي نفس حديث الثقلين توجد هذه الفقرة في رواية القوم . أما الشراح فيوضحون هذه الناحية أيضا ، مثلا يقول القاري في المرقاة : الأظهر هو أن أهل البيت غالبا يكونون أعرف بصاحب البيت وأحواله ، فالمراد بهم أهل العلم منهم
[1] المرقاة في شرح المشكاة 5 / 600 . [2] شرح المواهب اللدنية 7 / 5 . [3] الصواعق المحرقة : 231 - دار الكتب العلمية - بيروت - 1414 ه . [4] المعجم الكبير 5 / 186 - 187 . [5] مجمع الزوائد ، عن الطبراني . [6] أسد الغابة 1 / 490 - دار الفكر - بيروت - 1409 ه . [7] الصواعق المحرقة : 90 .