والله ، بدل إنه - ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينه وسمعه بأذنيه [1] . فهذان لفظان بسندين معتبرين عن زيد بن أرقم . وهنا ملاحظات لا بد من الإشارة إليها : الملاحظة الأولى : في حديث الغدير في صحيح مسلم [2] ، وفي المسند [3] ، وفي غيرهما يقول الراوي : فخطبنا أو يقول قام فينا خطيبا ، لكن في المستدرك [4] : فقام خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وذكر ووعظ فقال ما شاء الله أن يقول ، وفي مجمع الزوائد لأبي بكر الهيثمي الحافظ [5] : فوالله ما من شئ يكون إلى يوم الساعة إلا قد أخبرنا به يومئذ . أليس من حقنا أن نسأل الرواة ، أن نسأل المحدثين ، أن نسأل الأمناء على سنة رسول الله : أين هذه الخطبة ، خطبة الغدير التي لم يترك رسول الله يوم الغدير شيئا يكون إلى يوم القيامة إلا قد أخبرنا به ؟ لماذا لم ينقلوه ؟ إنه أثنى على الله ، وذكر ووعظ فقال ما شاء الله أن يقول ، أين وعظ رسول الله يوم الغدير ؟ وأين ما ذكر به رسول الله في يوم الغدير ؟ وأين تلك الخطبة ؟ لماذا لم يرووها ؟ أليسوا هؤلاء حفاظ سنة رسول الله ؟ أليس من وظيفتهم أن ينقلوا لنا ما قال رسول الله كما قال ؟ لماذا لم ينقلوا ؟ هذه هي الملاحظة الأولى ، ألهم جواب على هذا ؟
[1] فضائل الصحابة : 15 رقم 45 - دار الكتب العلمية - بيروت . خصائص أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : 96 رقم 79 - مكتبة المعلا - الكويت - 1406 ه . [2] صحيح مسلم 4 / 1873 رقم 36 - دار الفكر - بيروت - 1398 ه . [3] مسند أحمد 5 / 498 رقم 18815 . [4] مستدرك الحاكم 3 / 533 - دار الفكر - بيروت - 1398 ه . [5] مجمع الزوائد 9 / 104 - 105 - دار الكتاب العربي - بيروت - 1402 ه .