مقدّمة التحقيق بسم الله الرحمن الرحيم الحمد للَّه ربّ العالمين ، و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء محمد ، و على آله الطيّبين الطاهرين . و بعد : لقد أراد البعض أن يعتبر الاستخارة شكلا من أشكال البدعة و الضلالة ، في الوقت الَّذي ترسّخ الاعتقاد بالاستخارة عند الكثيرين ، من ذوي السرائر الصافية ، و أضحت الاستخارة عندهم أحد العبادات التي تقرّبهم من الله سبحانه و تعالى . فحين ما تلتبس الامور على العبد و يحتار فيها فهو يستخير ربّه ، فيجري له تعالى الخيرة ، فعند ذلك يقدم العبد على ذلك العمل مطمئن القلب . و نظرا لأهمّية الاستخارة فقد صنّف فيها علماؤنا الأعلام كتبا و رسائل مستقلَّة ؛ و من أولئك الأجلَّة : العيّاشي - صاحب التفسير - ، و السيّد ابن طاوس ، و العلَّامة المجلسي ، و السيّد عبد الله شبّر ، و الشيخ سليمان الماحوزي البحراني ، و الميرزا الكلباسي الاصفهاني ، و الشيخ محمد بن الفيض الكاشاني ، و أحمد بن سليمان البصري ، و غيرهم . إضافة إلى ما كتبه العلَّامة المجاهد السيّد عبد الحسين اللاري قدّس سرّه في كتابه الماثل بين يديك - عزيزي القارئ .