مقدّمة التحقيق الحمد للَّه ربّ العالمين ، و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين ، و على آله الطيّبين الطاهرين . و بعد : من خلال استعراضنا للنصوص الكثيرة الواردة في ذمّ الدنيا و التعلَّق بها نجد أن هناك تقاطع واضح بين حب الله و حب الدنيا ، فعند ما يكون حب الدنيا محورا للإنسان و قاعدة له في سلوكه و تصرفاته فانّه يعمي الإنسان عن رؤية الله تعالى أو حبّه ، حيث لا يمكن اجتماع ولاءين في قلب واحد ، و الدنيا كما يصفها الإمام الصادق عليه السّلام : « كماء البحر من ازداد منه شربا ازداد عطشا » و هي كذلك التي تفرّغ الصلاة من معناها و الصيام من معناه و تفرّغ كلّ عبادة من معناها . . و لهذا السبب نجد ان العلماء كتبوا المئات من الرسائل حول هذا الموضوع و أكَّدوا على حرمة حبّ الدنيا بالرغم من اختلافهم في تفصيلات هذه الحرمة . و من هذه المؤلَّفات نجد رسالة حب الدنيا للسيد المجاهد عبد الحسين اللاري قدس سرّه و التي تحدّث فيها باسهاب عن حب الدنيا باعتباره ( رأس كلّ خطيئة ) و تحدّث عن بعض الشيعة الذين يعتقدون بأنهم سيردون الجنّة بدون حساب من خلال حديث ( حبّ عليّ حسنة لا يضر معه سيئة ) متناسين بذلك ما ذكره علماؤنا الأعلام حول ( شرطها و شروطها ) ، انها رسالة على صغرها فهي غنية بمعانيها و أفكارها ، و هي جديرة بالمطالعة و الدارسة .