مقدّمة التحقيق الحمد للَّه ربّ العالمين ، و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين ، و على آله الطيّبين الطاهرين . و بعد : فإنّ من الحقائق الرائعة و الخصائص البارزة لكتاب الله العزيز هو شموليّته على أصناف الآيات و أنواعها ، و هذا ممّا يضفي عليه علما هامّا من علومه التي تبحث في التفريق بين الآيات المحكمات و المتشابهات مع بيان الفرق بين التشابه و التأويل ، و ما إلى ذلك . و الحقّ يقال : إنّ هذه الرسالة التي بين يديك - عزيزي القارئ - مع صغر حجمها فهي من عيون المؤلَّفات التي تناولت هذا الموضوع و كثرت فوائدها . فلقد شرع المؤلَّف قدس سره بتعريف كلّ من المحكم و المتشابه وفقا لما جاء في كتب اللغة و الاصول و بيّن انّ المحكم هو المرجع و المتّبع ، و المتشابه خلافه . و من ثمّ تناول بيان حكم الآيات المحكمات و المتشابهات و أثبت كون أنّ المحكم من الآيات و الروايات هو المستحكم بموافقة العقل و النقل المتّبع ، و المتشابه ضدّه و عكسه ، و هو الموهون ، ليذكر بعدها طائفة من الآيات المتشابهات آخذا بتأويل الجواب لكلّ منها على سبيل منع الخلوّ . و أخيرا يبيّن قدس سره أقسام المتشابه و أوضاعه و تأويله ذاكرا الاشكالات الواردة في الآيات و الروايات المتشابهات من عدّة جهات مع بيان حلولها .