نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 1 صفحه : 48
القرينة الرابعة وهي خارجية : إن التشابه الكبير بين الكتابين والذي ذكرناه سابقا يزيد في الظن باتحادهما وأنهما لمؤلف واحد ، وحيث أن كتاب ( فرق الشيعة ) وإن نسب إلى النوبختي إلا أنه لم يقم دليل على صحة هذه النسبة ، وقد أشرنا إلى ذلك فيما مر ، كما أوضحنا عدم علمية ما ادعي دليلا على صحة النسبة ، ومن جهة ثانية : فإن كتاب ( المقالات ) صحيح الانتساب إلى الأشعري كما أوضحناه أيضا . ويحصل من مجموع هذا قياس ينتج : أن ( فرق الشيعة ) ليس للنوبختي وإنما هو مأخوذ من كتاب الأشعري . وباجتماع هذه القرائن الأربع ، وتأكد بعضها ببعض ، يتحصل الاطمئنان بما ذهبنا إليه من أن ( فرق الشيعة ) ليس إلا نسخة مختصرة من ( مقالات ) الأشعري . وليس هو النص الكامل لكتاب الأشعري كما زعم الأستاذ إقبال ، لأنه لم يطلع على النص الكامل لكتاب ( المقالات ) ، وإلا فمن الواضح أن النقول التي استند إليها فيما ذهب إليه أوفق بكتاب ( المقالات ) من ( فرق الشيعة ) وأكثر تطابقا معه . هذا ، ولم نعرف عن الشخص الذي قام بعملية الاختصار ولا عن زمن الاختصار بالتحديد ، ولكن المقطوع به أنه لم يكن عالما بالفن ، ولذا قد خلط وخبط في اختصاره ، وفي رأينا أن الالتزام بهذا الرأي يعتبر الحد الوسط بين الرأيين ، وبه تحل جميع مشاكل البحث ، والحمد لله رب العالمين .
48
نام کتاب : مجلة تراثنا نویسنده : مؤسسة آل البيت جلد : 1 صفحه : 48