غيبية للزهراء ، بل كرامات ومعجزات [1] ، وميزات لها ، هي بدرجة من الكثرة تفقد الإقدام على إنكارها مبررة من الناحيتين العلمية والوجدانية . وإذا كان هذا الحجم من النصوص لا يثبت ميزة وكرامة ورعاية غيبية ، فلا مجال بعد لإثبات أية حقيقية إسلامية أخرى . وقد سبقه المعتزلة إلى إنكار كرامات الأولياء ، بحجة اشتباهها بمعجزات الأنبياء ، فلا يعرف النبي من غير النبي [2] . ولم يلتفتوا إلى أن ظهور الكرامة إنما هو للولي الذي يلتزم خط الإيمان بصورة يمتنع معها من ادعائه النبوة ، وإلا فإنه ليس بولي ولا يستحق كرامة الله ، ولن يظهر الله له هذه الكرامة يوما . ثالثا : قال الله سبحانه وتعالى : * ( ألم ، ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ، ويقيمون الصلاة ، ومما رزقناهم ينفقون ) * [3] . ومما لا شك فيه أن للأمور الغيبية تأثيرا قويا على الحالة الإيمانية للإنسان المسلم ، وأن الغيب هو من الأمور الأساسية في موضوع الإيمان ، الذي يريده الله سبحانه من عباده .
[1] فقد ذكر أبو الصلاح الحلبي في الكافي : ص 102 و 103 أن المعجزات تظهر لغير الأنبياء أيضا ، ولا يقتصر الأمر فيها على التحدي للأنبياء في نبوتهم - كما يحاول البعض أن يدعيه - وقد مثل لذلك أبو الصلاح بقصة آصف بن برخيا ومجيئه بعرش بلقيس قبل ارتداد الطرف . وما ظهر لمريم من معجزات كحصولها على الرزق ومعجزات تلاميذ عيسى ، وغير ذلك . [2] شرح عقائد النسفي للتفتازاني : ص 177 . [3] سورة البقرة : 1 و 3 .