إذن ، لا مانع من نسبة ما في كتاب الاختصاص المطبوع ، الموافق للنسختين الأوليين إلى الشيخ المفيد ، باعتبار أنه قد اختاره من كتاب ابن عمران وارتضى منه ما راق له . وقد يكون هذا الاختصار هو السبب في عدم ذكر هذا الكتاب في جملة مؤلفاته رحمه الله ، حيث إنه لم يبادر هو إلى تأليفه ، وإنما استخرجه واختاره من كتاب لشخص آخر . . وعليه فهذا يدل على مدى اهتمامه بالكتاب ، حتى أنه ليبادر إلى انتخاب ما فيه من نفائس الآثار ، واستخراج ما تيسر له منه من درر الأخبار . ويشهد لذلك : أن كتاب الفصول المختارة ، الذي هو اختيار الشريف المرتضى من كتاب " العيون والمحاسن " للمفيد ، لم يذكر في عداد مؤلفات الشريف . بل بقيت نسبته إلى المفيد أظهر وأوضح ، ولا يزال يعد من مؤلفاته كما هو معلوم .