نام کتاب : ما نزل من القرآن في شأن فاطمة ( ع ) نویسنده : السيد محمد علي الحلو جلد : 1 صفحه : 57
بيان : يأتي النور هنا : العلم ، أو الهداية ، أو المعرفة ، أو الحق ، وكلها تدخل تحت عنوان جامع وهو الإمامة * ( ويجعل لكم نورا تمشون به ) * [1] وهي هداية الخلق للحق * ( يهدي الله لنوره من يشاء ) * وهو العلم الذي تنكشف به المعارف الإلهية * ( ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا ) * [2] . فالله تعالى هو مصدر النور ، إذ هو نور السماوات والأرض ، والرواية ناظرة إلى وسائط هذا النور الموصلة إلى الخلق ، فالمشكاة - وهي المكان أو الكوة التي يوضع فيها المصباح - كمثل فاطمة ( عليها السلام ) إذ هي محل الإمامة وموضع هذه الوسائط النورانية ، والحسن هو المصباح الذي يوضع في هذه المشكاة ، والزجاجة هو الحسين الذي يلي الحسن في إمامته ، إلا أن هذه الزجاجة توقد بنورها كالكوكب الدري الكبير الذي هو فاطمة ( عليها السلام ) . وهنا نكتة دقيقة ، إذ الرواية شبهت الزجاجة كأنها كوكب دري ، أي شبهت الحسين كأنه فاطمة ( عليها السلام ) ، فتلك إشارة إلى وحدة الدور الذي قامت به فاطمة ( عليها السلام ) حفاظا على الإمامة ، أو تثبيتا لكلمة التوحيد والرسالة في صراعها من أجل إظهار الحقائق التي نسفتها الظروف السياسية بعيد وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والحسين ( عليه السلام ) في نهضته أثبت حقيقة الإمامة ودورها في