نام کتاب : لوامع الحقائق في أصول العقائد نویسنده : ميرزا أحمد الآشتياني جلد : 1 صفحه : 45
القرآن بل بمثل سورة قصيرة منه والحال هذه ، واشتغالهم بالحرب معه ، مع أن فيه هتك الحرم ، وإسارة العيال ، وتلف النفوس والأموال ، دليل قطعي على عجزهم عن المعارضة مع القرآن ، وبرهان يقيني على صدقة صلى الله عليه وآله في دعوى النبوة . وأما وجه إعجازه فأمور : منها حسن تأليفه والتئام كلمه و فصاحته وبلاغته ، بحيث لو وقع آية منه في كلام فصيح بليغ لكانت ممتازة عنه ، متلألأة فيه ، كالنجم الزاهر ، والبدر اللامع ، في غسق الليل ، ومن كان له أدنى مهارة في فن الفصاحة والبلاغة ، وراجع كلمات الفصحاء من الخطب والأشعار وغيرهما ، ثم نظر وتأمل في آيات القرآن العظيم ، يرى تفاوتا فاحشا في ذلك بينهما ، ويعترف بأن إتيان كلام بهذه المثابة من الفصاحة والبلاغة خارج عن طوق البشر ، وكيف لا وقد اعترف رجال الفصاحة ، وفرسان البلاغة ، في عصره صلى الله عليه وآله وبعده ، بأن القرآن ليس من سنخ كلام المخلوق . ولتبين الحال نقول : إنه صلى الله عليه وآله قد بعث في زمان كان الغالب على أهله من العرب ، الكلام الفصيح ، والقول البليغ ، قد جعل الله سبحانه ذلك طبعا وسجية لهم ، ينشدون الخطب والأشعار الفصيحة البليغة ، ويفتخرون بها ، ويترفعون بشأنها ، يقيمون مجالس المناشدة والمفاخرة ، ويختارون كبيرا من ذوي حصافتهم وفصاحتهم ، ويجعلونه حكما فيما يختلفون فيه ، فينشد الخطباء خطبهم ، والشعراء شعرهم ، فإذا ثبت عندهم فضل خطبة ، أو شعر ، أو غير هما علقوها في الكعبة ، ومنها المعلقات السبع المشهورة ، فأتاهم النبي صلى الله عليه وآله بالقرآن الكريم الذي هو بلسان عربي مبين مستدلا به على نبوته ، وقال : يا معشر
45
نام کتاب : لوامع الحقائق في أصول العقائد نویسنده : ميرزا أحمد الآشتياني جلد : 1 صفحه : 45