نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ( تحقيق الآملي ) نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 576
من حال المكلفين في ذلك الوقت لأهل الموقف ، إما بأن يوضع كتاب الطاعات في كفة الخير ويوضع كتاب المعاصي في كفة الشر ، ويجعل رجحان أحدهما دليلا على إحدى الحالتين ، أو بنحو من ذلك لورود الميزان سمعا والأصل في الكلام الحقيقة مع إمكانها . وقال عباد وجماعة من البصريين وآخرون من البغداديين : المراد بالموازين العدل دون الحقيقة ، وأما الصراط فقد قيل إن في الآخرة طريقين : إحداهما إلى الجنة [1] يهدي الله تعالى أهل الجنة إليها ، والأخرى إلى النار يهدي الله تعالى أهل النار إليها ، كما قال تعالى في أهل الجنة : ( سيهديهم ويصلح بالهم ويدخلهم الجنة عرفها لهم ) وقال في أهل النار : ( فاهدوهم إلى صراط الجحيم ) وقيل : إن هناك طريقا واحدا على جهنم يكلف الجميع المرور عليه ، ويكون أدق من الشعر وأحد من السيف ، فأهل الجنة يمرون عليه لا يلحقهم خوف ولا غم والكفار يمرون عليه عقوبة لهم وزيادة في خوفهم ، فإذا بلغ كل واحد إلى مستقره من النار سقط من ذلك الصراط . قال : والسمع دل على أن الجنة والنار مخلوقتان الآن والمعارضات متأولة . أقول : اختلف الناس في أن الجنة والنار هل هما مخلوقتان الآن أم لا ؟ فذهب جماعة إلى الأول وهو قول أبي علي ، وذهب أبو هاشم والقاضي إلى أنهما غير مخلوقتين . احتج الأولون بقوله تعالى : ( أعدت للمتقين ) ، ( أعدت للكافرين ) ، ( يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة ) ، ( عندها جنة المأوى ) وجنة المأوى هي دار الثواب فدل على أنها مخلوقة الآن في السماء . احتج أبو هاشم بقوله تعالى : ( كل شئ هالك إلا وجهه ) فلو كانت الجنة مخلوقة الآن لوجب هلاكها ، والتالي باطل لقوله تعالى : ( أكلها دائم ) والجواب دوام الأكل إشارة إلى دوام المأكول بالنوع بمعنى دوام خلق مثله [2] وأكل الجنة
[1] لأن الطريق يذكر ويؤنث . [2] كما في النسخ كلها إلا نسخة ( ش ) ففيها : خلف مثله ، بالفاء .
576
نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ( تحقيق الآملي ) نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 576