responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ( تحقيق الآملي ) نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 250


إليها للفعل والانفعال وجب أن يكون التفاعل إنما هو في هذه الأربعة وحواملها وكانت الاسطقسات هذه العناصر الأربعة لاغير . وهذه العناصر من حيث هي أجزاء العالم تسمى أركانا ، ومن حيث إنها تتركب منه المركبات من المعادن والنباتات تسمى أسطقسات .
قال : وهي حادثة عند تفاعل بعضها في بعض .
أقول : المركبات عند محققي الأوائل تحدث عند تفاعل هذه العناصر الأربعة بعضها في بعض إلى أن تستقر الكيفية المتوسطة المسماة بالمزاج .
وذهب أصحاب الخليط مثل انكساغورس وأتباعه إلى نفي ذلك ، وقال : إن هنا أجزاءا هي لحم وأجزاءا هي عظام وأجزاءا هي حنطة [1] وغير ذلك من جميع المركبات وهي مختلطة مبثوثة في العالم غير متناهية ، فإذا اجتمع أجزاء من طبيعة



[1] وفى غير واحدة من النسخ المعتبرة أيضا : وأجزاءا هي شحمة بدل قوله : واجزاءا هي حنطة . وقد ذهب أصحاب الخليط إلى أن مادة هذه المحسوسات أي أعيان الموجودات هي تلك الأجزاء المختلفة بالنوع كما قاله الخواجة في شرحه على الثاني عشر من خامس الإشارات . وقال أيضا في شرحه على الفصل الثالث والعشرين من ثاني الإشارات : إن انكساغورس وأصحابه القائلين بالخليط كانوا ينكرون التغير في الكيفية وفي الصورة - أي كانوا ينكرون الاستحالة والكون - ويزعمون أن الأركان الأربعة لا يوجد شئ منها صرفا بل هي مختلطة من تلك الطبائع ومن سائر الطبائع النوعية . وإنما تسمى بالغالب الظاهر منها ويعرض لها عند ملاقاة الغير أن يبرز منها ما كان كامنا فيها فيغلب ويظهر للحس بعد ما كان مغلوبا غائبا عنه لا على أنه حدث بل على أنه برز ويكمن فيها ما كان بارزا فيصير مغلوبا وغائبا بعد ما كان غالبا وظاهرا . وبإزائهم قوم زعموا أن الظاهر ليس على سبيل بروز بل على سبيل نفوذ من غيره فيه كالماء مثلا فإنه إنما يتسخن بنفوذ أجزاء نارية فيه من النار المجاورة له . والمذهبان متقاربان فإنهما يشتركان في أن الماء مثلا لم يستحل حارا لكن الحار نار تخالطه ويفترقان بأن أحدهما يرى أن النار برزت من داخل الماء ، والثاني يرى أنها وردت عليه من خارجه . وإنما دعاهم إلى ذلك الحكم بامتناع كون الشئ عن لا شئ ، وامتناع صيرورة الشئ شيئا آخر .

250

نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ( تحقيق الآملي ) نویسنده : العلامة الحلي    جلد : 1  صفحه : 250
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست