نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ( تحقيق الآملي ) نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 172
أقول : المؤثر إن كان مختارا [1] جاز أن يتكثر أثره مع وحدته ، وإن كان موجبا ذهب الأكثر إلى استحالة تكثر معلوله باعتبار واحد ، وأقوى حججهم أن نسبة المؤثر إلى أحد الأثرين مغايرة لنسبته إلى الآخر ، فإن كانت النسبتان جزئيه [2] كان مركبا وإلا تسلسل . وهي عندي ضعيفة [3] لأن نسبة التأثير والصدور تستحيل أن تكون وجودية
[1] المؤثر الأول سبحانه وتعالى مختار باتفاق المتألهين في التوحيد ، والفاعل الموجب هو المبدأ الطبيعي أعني الأصول الأزلية المادية التي هي أجزاء لا تتجزأ وجواهر فردة على ما ذهب إليه القائلون بها في تكون صورة العالم ولم يتفوه حكيم إلهي بأن الواجب سبحانه فاعل موجب ، كما لم يذهب إلى جواز صدور الكثرة عن الواحد بالوحدة الحقة الحقيقية لبراءته عن الحيثيات الكثيرة ، ومع ذلك كله يقول بسيط الحقيقة كل الأشياء ، فافهم . [2] كلمة جزئيه على التثنية المضافة إلى الضمير . [3] كذا قال رحمه الله في كشف الفوائد في شرح قواعد العقائد للمصنف قدس سره حيث قال الخواجة : ويكون مقدوره عند الحكماء بلا توسط شيئا واحدا والباقي بتوسط ، قال الشارح : أقول : ذهب الأوائل إلى أن الله تعالى يفعل بذاته لا بتوسط شئ آخر واحدا لا أزيد والباقي بتوسط ذلك الصادر عنه ، لأنه تعالى واحد من كل جهة والواحد من كل جهة لا يصدر عنه شيئان ، لأن مفهوم صدور الأول عنه مغاير لمفهوم صدور الثاني . وهذان المفهومان إن كانا مقومين لزم تركيب واجب الوجود فلا يكون واجبا ، وكذا إن كان أحدهما داخلا . وإن كانا خارجين كان مفهوم صدور أحدهما عنه غير مفهوم صدور الآخر ويتسلسل . ثم قال ردا عليهم : وهذا الكلام في غاية السقوط ، لأن مفهوم الصدور اعتباري لا تحقق له في الخارج وإلا لزم التسلسل ويلزم امتناع اتصاف البسيط بأكثر من واحد لأن مفهوم اتصافه بأحد الشيئين مغاير لمفهوم اتصافه بالآخر وامتناع سلب شيئين عن واحد ( ص 44 ط 1 ) . وكذا في كتابه المسمى نهج المسترشدين الذي شرحه الفاضل المقداد وسمى ذلك الشرح إرشاد الطالبين حيث قال في النهج : ويمكن استناد معلولين إلى علة بسيطة إلى آخر ما قال . والفاضل المقداد بعد ما نقل مذهب الحكماء قال على مذهب العلامة : والجواب - يعني الجواب عن الحكماء - من وجهين : الأول من حيث النقض وهو أنا نمنع القسمة وحصرها فإن ذلك أنما يتم على تقدير كون الصدورين موجودين في الخارج ، فيقال فيهما إما أن يكونا داخلين أو خارجين ، إلى آخر الكلام . وأما إذا كانا مفهومين ذهنيين لا تحقق لهما في الخارج فإنا نختار حينئذ أنهما خارجان ولا يلزم التسلسل لعدم احتياجهما إلى العلة . ثم قال : ثم المصنف - يعني صاحب النهج - استدل على كون الصدور أمرا اعتباريا لا وجود له في الخارج فإنه لو كان موجودا في الخارج لزم التسلسل واللازم باطل فكذا الملزوم . بيان الملازمة أنه لا جائز أن يكون واجبا لاستحالة تعدد الواجب ، واستحالة كونه عرضا فيكون ممكنا فيكون له صدور وننقل الكلام إلى صدوره ونقول فيه كما قلنا في الأول فيلزم التسلسل . الثاني من حيث المعارضة وهي هنا نقض إجمالي وذلك من وجهين ( الأول ) أنه يلزم أن لا يصدر عن ذلك البسيط شئ أصلا ، وذلك لأنكم تسلمون صدور أمر واحد عن تلك العلة البسيطة ، وحينئذ نقول : ذلك الواحد له صدور فيكون مغايرا للعلة ولذلك الواحد لكونه نسبة إليهما فإما أن يكون داخلا في العلة أو خارجا ، فمن الأول يلزم التركيب ، ومن الثاني يلزم التسلسل . ( الثاني ) أنه لو صح ما ذكرتم لزم أن لا يسلب من الواحد أكثر من واحد ، وأن لا يتصف إلا بشئ واحد . أما الأول فلأن سلب ( ا ) عن ( ج ) مغاير لسلب ( ب ) عنه ، لأنا نعقل أحد السلبين ونغفل عن الآخر فإما أن يكونا داخلين أو خارجين إلى آخره . وأما الثاني فلأن اتصاف ( ا ) ب ( ب ) غير اتصافه ب ( ج ) وهما أيضا مغايران لما قلنا فإما أن يكونا داخلين أو خارجين - إلى آخر الكلام - ويلزم ما قلتم ، إنتهى ( ص 86 ط 1 ) . أقول : إن السنخية بين الفاعل وفعله مما لا يعتريه ريب ولا يتطرق إليه شائبة دغدغة ويعبرون عنها بالسنخية بين العلة ومعلولها وكل فعل يصدر من فاعله على جهة خاصة فيه وإلا يلزم صدور كل شئ عن كل شئ وظهور كل أثر عن كل شئ وهو كما ترى ، فإن صدر عن فاعل أثران فلا شك أن فيه جهتين صدر كل واحد منهما عن كل واحدة منهما . وهذه الجهة هي الحيثية الواقعية المتحققة في ذات الفاعل وهو مبدأ صدور الأثر ومنشأ ظهوره والأمر الاعتباري المحض الذي يفرض في الذهن فرضا بلا واقع أنى له شأنية الاصدار . فما قالوا في صدور الكثرة عن الواحد محقق في الفاعل ذي الحيثيات النفس الأمرية لا الفاعل الصمد الذي هو الأول والآخر والظاهر والباطن . وحيث علمنا وأيقنا بأن نضد الكلمات الإلهية على نظم أتم وأحسن فلا يصدر من فاعلها القيوم إلا واحد هو نور مرشوش ورق منشور ، ثم تصور بصور الكثرة غير المتناهية الأشرف فالأشرف نزولا والأخس فالأخس صعودا على وفق علمه العنائي الذي هو عين ذاته ، والكثرات مرايا آياته ومظاهر أسمائه وصفاته . ثم إن كلام الخواجة ليس إلا في صدور الفعل عن فاعله وأما إن كان الفاعل واجب الوجود لذاته فهو غير مصرح في كلامه ، فتأمل .
172
نام کتاب : كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد ( تحقيق الآملي ) نویسنده : العلامة الحلي جلد : 1 صفحه : 172