نام کتاب : كشف الحقائق نویسنده : الشيخ علي آل محسن جلد : 1 صفحه : 67
الأحاديث لطال بنا المقام ، وخرجنا عن موضوع الكتاب . وهنا نسأل الجزائري : ألا تدل هذه الأحاديث الصحيحة على تكذيب قول الله تعالى ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) ؟ فإن أجاب : بأن هذه الأحاديث وأمثالها تدل على أن من آيات القرآن الكريم ما نسخت تلاوته ، بمعنى أن آية الرجم وغيرها كانت مما أنزل من القرآن على النبي صلى الله عليه وآله ، إلا أنها نسخت ، فأمر النبي صلى الله عليه وآله بإزالتها من المصاحف ونهى عن التعبد بتلاوتها . قلنا له : إن ظاهر كثير من الأحاديث يدفع هذا التخريج ، فإن قول عمر : لولا أن يقول الناس : زاد عمر في كتاب الله لكتبتها دال - كما تقدم عن الزركشي - على أن هذه الآية كانت ثابتة في كتاب الله ، إلا أن خوف عمر من الناس منعه عن كتابتها في المصحف . كما أن جواب أبي بن كعب ب ( نعم ) ، لما سأله عمر عن إثبات لا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب في المصحف ، دال بوضوح على أنها من القرآن ، ولم تنسخ تلاوتها ، وإلا لما جاز إثباتها في المصحف . وقول أبي الدرداء : ما زال بي هؤلاء حتى كادوا يستزلوني عن شئ سمعته من رسول الله ظاهر في أن ( وما خلق الذكر والأنثى ) ليست من القرآن المنزل على النبي ، وإنما هو شئ أثبته القوم من عند أنفسهم . إلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة الدالة على ما قلناه . هذا مضافا إلى أن هناك أحاديث أخر تصرح بأن التحريف وقع بعد زمان النبي صلى الله عليه وآله : منها : ما أخرجه مسلم ومالك والترمذي وأبو داود والنسائي وغيرهم عن عائشة ، أنها قالت : كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات
67
نام کتاب : كشف الحقائق نویسنده : الشيخ علي آل محسن جلد : 1 صفحه : 67