responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كربلاء فوق الشبهات نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 66


ولعل ما نسب إليه من رأي حول حضور ليلى في كربلاء هو في هذا الاتجاه بالذات حيث إنه « رحمه الله » يكون هو الذي أثار هذا الجو التشكيكي بقوة وحماس ، وتبعه على ذلك كثير من الناس ، الذين لم يرجعوا إلى المصادر ، ولم يراجعوا النصوص ليتدبروا أقواله وحججه ، ليقفوا على مدى صحتها وصدقيتها ، وقوتها في إثبات ما يرمي إلى إثباته ، وذلك ثقة منهم بحسن تصرف هذا الرجل الجليل فيما يتوفر لديه من معارف ، وبقوة عارضته في الاستدلال ، وسلامة وصحة مقدماته التي تؤدي به إلى الاستنتاج ، وفقاً للمعايير المعقولة والمقبولة .
ولم يدر في خلدهم أن العصمة هي لله سبحانه وحده ، ولأوليائه الأنبياء والأئمة الطاهرين ، ولعل الشهيد لم يكن حين تصدى لهذا الأمر قد استجمع الوسائل ، ولا استفاد من التجارب ولا حصل على المؤهلات التي تكفيه لإصدار أحكام في مثل هذه الأمور التي ليست من اختصاصه وبالأخص إذا عالجها في أجواء تهيمن عليها المشاعر المحكومة بمسبقات ذهنية ، ترتكز إلى نظرة تشاؤمية ، ترشح من سوء الظن .
بل يظهر لنا أنه « رحمه الله » حين كتب ما كتب ، أو حين قال ما قال عن وقوع التحريف في قضايا كربلاء وعاشوراء لم يكن في أجواء تأمل وتدقيق علمي هادئ ، وإنما كان يطلق ذلك في أجواء جماهيرية إستدرجته إلى القسوة في التعبير ، والى إطلاق الأحكام والدعاوى الكبيرة بطريقة التعميم الذي لا يستند إلى قاعدة مقبولة أو معقولة ، فانتهى - من ثَمَّ - إلى استنتاجات لا تحتملها ولا تتحملها المقدمات ولا تقوم بها الركائز التي استندت إليها .
وإن مراجعة دقيقة للمحاضرات المنسوبة إليه « رحمه الله » في كتاب الملحمة الحسينية لكفيلة بأن توضح إلى أي مدى ذهب به الاسترسال أحياناً ، حتى كأنك لا تقرأ الشهيد المطهري بل تقرأ رجلاً آخر ، لم يمارس البرهنة العلمية

66

نام کتاب : كربلاء فوق الشبهات نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 66
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست