كان « رحمه الله » يرتضيها حكماً ، ويمارسها عملاً في مختلف الميادين ، لتكون هي المرجع في الأخذ أو في الرد لما كان قد ألقاه على الناس بطريقة الارتجال التي تسلب معها فرصة التأمل والتدقيق ، ويقل معها الالتفات إلى ضرورة تخصيص لعامِّ هنا ، أو تقييد لمطلق هناك ، وتسجيل تحفظ على هذه القضية ورفضها ، أو الالتزام بتلك القضية وتأكيدها وتأييدها من دون أي تحفظ . إلى غير ذلك من حالات تعتري حالة الارتجال والخطابة ، وتقلل من درجة الدقة لدى الخطيب ، ولينعكس ذلك من ثَم على درجة التلقي والأخذ منه . وكذلك لا بد من دراسة ما نسب إليه اعتماداً على قصاصات ، أو كتابات مذكراتية تامة أو ناقصة . . وفي جميع الأحوال نقول : إن المؤلفات التي تصدى هو للتخطيط ثم الانجاز لها تبقى هي الفيصل ، وهي الأساس في الحكم ، ولا بد من الانتهاء إليها في الرد أو في القبول . نعم ، إن لفكر الشهيد العلامة مرتضى المطهري ولكتبه تأثيراً عظيماً في المجال الثقافي ؛ وذلك يفرض علينا توثيقها ، والتأكد من أنها تعكس آراءه الحقيقية بدقة بالغة ، فلا بد من ملاحظة كل خصوصية تدخل في نطاق بلورة الرأي الذي ينتمي إليه . فالخطابات والمحاضرات لا تمتلك نفس القدرة التي تتوفر للكتاب الذي توفرت لمؤلفه حال إنجازه أجواء التأمل والهدوء ، والتروي والتدبر . نقول هذا مع تأكيدنا على أن كتاب « الملحمة الحسينية » الذي عرفنا جانباً من إشكالاته ، واطلعَّنا على بعض هناته ليس قادراً أبداً أن يعكس رأي الشهيد السعيد العلامة المطهري في شؤون عاشوراء . . وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين . .