الشهيد لا يرضى بنسبة الكتاب إليه : وبعد ما تقدم نقول : إننا نكاد نطمئن ، إلى أن كتابا هذه حالاته ، وتلك هي ميزاته ، ومواصفاته ، لا يمكن ان يرضى الشهيد السعيد العلامة المطهري بأن ينسب إليه ، خصوصاً إذا قيس بسائر مؤلفاته ، التي تتميز بالأحكام وبالإنسجام . ولو أنه كان « رحمه الله » على قيد الحياة ، لم يرض بنشره ، وعليه اسمه ، لأنه - وهو بهذه الحال - يحط من مقامه العلمي الرفيع ، ويسئ إلى موقعه الثقافي المميز ولكان « رحمه الله » قد زاد عليه ، وحذف منه ، وقلّم ، وطعّم ، وغيّر وبدّل الشيء الكثير . . وكيف يمكن أن يرضى « رحمه الله » بأن يعمد أحد إلى أشرطة سجلت عليها محاضرات كان قد ألقاها قبل وفاته بسنوات كثيرة ، ويستخرج ما فيها وينشره بعجره وبجره ، وعلى ما هو عليه ؟ ! . ولعله وهو يرتجل كلامه ( وارتجال الكلام يختزن في داخله فوات فرص التأمل والتدقيق ) قد عمم في مورد التخصيص ، وأطلق فيما يحتاج إلى التقييد ، ولعله أطنب في موضع الاختصار ، وقدم ما يستحق التأخير ، وغفل عما كان ينبغي الالتفات ، والإلفات إليه ؟ ! . وكيف يرضى « رحمه الله » ، أن يضمن كتابه أسئلة تشكيكية خطيرة ، دون أن يشير إلى الإجابة عنها . وهو الذي كان قد أخذ على نفسه الذب عن حياض هذا الدين ، والحفاظ على حقائقه ، وحراسته من كل سوء يراد به ؟ ! وكيف يمكن أن يرضى بعرض أخطر وأعظم القضايا ، وأكثرها حساسية ، وأبعدها أثراً في حياة وبقاء الإسلام والإيمان ، من خلال قصاصات تركها ، كان قد كتبها لأغراض مختلفة ، وفي حالات متفاوتة ؟ ! . فهل يرضى أن تُرتهن أخطر قضية وأغلاها ، وأعظمها وأسماها ، بهذه