كما أنه لم يدخل في ثقافة الناس ، ولن يتسنى له الدخول ، ولن يكون جزءاً من تاريخ عاشوراء في أي وقت . فلا يستحق كل هذا الصخب ، والضجيج ، والعجيج ، والتهويل ، والتطويل ، والتهديد والوعيد ، والتحذير ، والهتك ، والفضيحة ، والتشكيك . وما إلى ذلك . الثاني : إن هنا طائفة من الأحداث قد توهموا أنها مكذوبة ومختلقة ، وليس ثمة ما يشير أو ما يصلح للإشارة أو للدلالة على ذلك . ومجرد الدعوى ، لا تصلح دليلاً على نفسها . وما اعتقدوه شاهداً لذلك ، لا يصلح شاهداً عليه ، وبإمكان أي إنسان عاقل أن يلتفت إلى وجه الخلل في الإستدلال به . هذا على الرغم من أننا لا نمانع من أن تكون بعض التشويهات أو التصحيفات أو السقطات ، أو الأخطاء قد لحقت ببعض النصوص ، لأسباب مختلفة ، قد تكون لدى الراوي ، بسبب نسيانه ، أو اختلاط الأمور عليه . أو بسبب تكرر نسخ المؤلفات وتداولها . وما إلى ذلك . ولكن ذلك لا يسقط هذا النصوص عن أن تكون ذات قيمة علمية ، فإن هذا الأمر حاصل في مختلف المصنفات والمؤلفات ، حتى في تلك التي هي في أعلا درجات الاعتبار . الثالث : إن وجود نص يعلم بأنه مكذوب أو غير صحيح في كتاب مّا ، لا يسقط ذلك الكتاب ولا مؤلفه عن الاعتبار ، وإلا لكان اللازم إسقاط أوثق الكتب , وأعظم المؤلفين عن درجة الاعتبار ، إذ ربما لا يخلو كتاب من أمثال هذه الأمور ، باستثناء كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . الرابع : إن الحديث الذي يعلم أنه مكذوب ، إذا وجد في كتاب فإن ذلك