responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : كربلاء فوق الشبهات نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 26


وجدانهم ، ويعيدهم إلى رحاب الفطرة الصافية ، وينشر فيهم أحكام الله ، ويربي وجدانهم وضميرهم الإنساني ، ويصقل مشاعرهم ، وينميّها ، ويغذيها بالمشاعر الجياشة ، والصادقة .
فإذا ما تم لهم تدمير المنبر الحسيني ؛ فإنهم يكونون قد حرموا الناس من ذلك كله وسواه ، وكذلك حرموهم من ثواب إقامة هذه الشعيرة الإلهية ، وما أعظمه من ثواب ، وأجلِّها من كرامة إلهية سنيّة .
وكان التشكيك بهذا المنبر الشريف ، وبما يقال فيه من أبسط وسائل التدمير ، وأقلها مؤونةً أعظمها أثراً ، وأشدها فتكاً .
ولقد كان الأنكى من ذلك كله ، والأدهى هو أن بعض من يفترض فيهم ان يكونوا حماة هذا الدين ، والذابين عن حريمه ، والمدافعين عن حياضه ، من العلماء ، الذين محضهم الناس حبهم ، وثقتهم ، وأخلصوا لهم ، لا لأجل اشخاصهم ، وإنما حباً وإخلاصاً منهم لدينهم ومعتقداتهم ، التي يرون أنهم الأمناء عليها ، والحريصون على حفظها ونشرها ، إن هذا البعض قد أسهم عن غير عمد - وبعضهم عن عمد وقصد - في صنع هذه الكارثة ، التي من شأنها أن تأتي على كل شيء ، كالنار في الهشيم . فعملوا على إثارة شكوك الناس بخطباء هذا المنبر المقدس ، وفيما يقدمونه من ثقافة عاشورائية ، واتهموهم بالكذب ، وبالتحريف ، وبالإفتعال المتعمد للأحداث ، كل ذلك ملفّع بأحكام عامة ، وبمطلقات غائمة ، وشعارات رنّانة ، يغدقونها بلا حساب إسهاماً منهم في زعزعة ثقة الناس بهذه المجالس ، الأمر الذي لا يمكن أن يصب إلا في خانة الخيانة للدين ، والاعتداء على عاشوراء ، وعلى الإمام الحسين « عليه السلام » في رسالته ، وفي أهدافه الجهادية والإيمانية الكبرى .
إن الطريقة التي توجه فيها التهم إلى قراء العزاء توحي للناس بأنهم -

26

نام کتاب : كربلاء فوق الشبهات نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 26
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست