وإذا بقراء التعزية صاروا يقرأونه على لسان ليلى أم علي الأكبر ، وحرفت التفت إلى طف كربلاء وواقعة عاشوراء . تصوروا لو أن مسيحياً أو يهودياً أو ملحداً كان حاضراً في مثل هذا المجلس ، ألا تنتظرون منه أن يقول : ما هذه الترهات التي تشوب تاريخ هؤلاء القوم ؟ ! إنه لن يقول بأن قراء التعزية قد اختلقوا مثل هذه القصص من عندياتهم . بل إنه سيقول والعياذ بالله : ما أحمق نساءهم اللواتي ينذرن زرع الريحان من كربلاء إلى المدينة ، فما هو معنى هذا الكلام [1] . ويقول أيضاً وهو يتحدث عن ليلى في كربلاء : « والشعر المختلق على لسانها : < شعر > نذر علي لئن عادوا وأن رجعوا * لأزرعن طريق الطف ريحاناً [2] < / شعر > » ونقول : إن لنا مع ما نسب إليه « رحمه الله » هنا وقفات نوردها ضمن النقاط التالية : أولاً : الشعر والمبالغة : إن من الواضح : أن من أهم مظاهر الشعر وميزاته ، هو استخدام أسلوب المبالغة فيه ، وإطلاق عنان الخيال للتجوال في الآفاق الرحبة ، وليقتنص من هنا وهناك صوراً جمالية فاتنة رائعة . ولنأخذ مثالاً توضيحياً على ما نقول : موضوع التشبيه وهو أبسط ما
[1] الملحمة الحسينية ج 1 ص 19 و 20 . [2] الملحة الحسينية ج 3 ص 239 .