ولا يعنينا هنا هذا القسم الأخير في شيء ، ولا يهمنا تمييز الصحيح منه من غير الصحيح ، والحقيقة من الأسطورة فيه . أما القسمان الأولان فنحن نختصر الحديث عن كل واحد منهما بطريقة واضحة وصريحة ، تضع النقاط على الحروف ، فنقول : القسم الأول : المكذوب والمختلق : إن عدداً من تلك الموارد التي أشار إليها الشهيد المطهري « رحمه الله » - على ما نسب إليه في الملحمة الحسينية - هي أشبه بالقصص التي تنتجها أوهام الكذابين ، حينما يتبارون فيما بينهم في مجال اجتراح حكايا التضخيم و التهويل لغرض التسلية ، والتباهي الفارغ . . وهي قصص قاصرة عن أن تصبح تاريخاً يألفه العقلاء ، أو يُدخِلها الكتّاب والمؤلفون ولو في دائرة الاحتمالات البعيدة لتشكلات عناصر الحدث التاريخي . . وقد نسب إلى الشهيد السعيد أنه ذكر طائفة من هذا القسم ، وأنه قد أقام الدنيا ، ولم يكد يقعدها في هجمات صاعقة ماحقة ، تثير رياحاً عاصفة هوجاء ، وأجواء محمومة ومخيفة . . مع أن الأمر أبسط من ذلك ، فإن أكثر هذه الأكاذيب لا يمكن أن يدخل في وجدان أو في عقل أي إنسان ، مهما كان أمياً وجاهلاً ، وحتى ساذجاً أيضاً . . وبعضها الآخر : يكتشِف زيفه أيٍ كان من الناس بأدنى مراجعة للكتب الحديثية والتاريخية . .