بجريمة ولا أعظم منها في حق دين الله ، وفي حق أصفيائه ، وأوليائه ، وبالتالي في حق عباده ، أياً كانوا ، وحيثما وجدوا . . وبالنسبة لقضية كربلاء بالذات ، فإن الجريمة ستكون أكثر فظاعة ، وهولاً ، حتى من جريمة يزيد ، لأن يزيد لعنه الله إنما قتل الإمام الحسين « عليه السلام » ، وهؤلاء إنما يحاولون قتل إمامة الحسين « عليه السلام » ، والقضاء على كل نبضات الحياة في حركته الجهادية ، ليكونوا بذلك قد أحرقوا سفينة نجاة ، وأطفأوا مصباح هدى ، أو هكذا زيّن لهم . علينا ان نخطط للبكاء في عاشوراء : أما بالنسبة للبكاء على الإمام الحسين عليه الصلاة والسلام ، فما هو إلا للتعبير عن توفر حالة من الإثارة العاطفية ، التي تعني استجابة المشاعر والأحاسيس ليقظة وجدانية ، وحياة ضميرية ، أثارتها مأساة لا يجد أحد في فطرته ، ولا في عقله ، ولا في وجدانه أي مبرر لها . إذن فحياة الوجدان ، ويقظة الضمير ، تجعل المنبر الحسيني قادراً على الإسهام الحقيقي في صنع المشاعر ، وفي صقلها ، وبلورتها ، باعتبارها الرافد الأساس للإيمان ، والحافظ له من أن يتأثر بالهزات ، أو أن ينهار أمام الكوارث والأزمات . هذا الإيمان الذي يفترض فيه أن يكون مرتكزاً إلى الرؤية اليقينية ، والى الوضوح والواقعية ؛ لأن الفكر الذي لا يحتضنه القلب ، ولا ترفده المشاعر لن يتحول إلى إيمان راسخ ، ولن يكون قادراً على أن يفتح أمام هذا الإنسان آفاق التضحية والفداء ، والإيثار ، والجهاد ، وسائر المعاني والقيم الكبرى ، التي يريد الله للإنسان أن يقتحم آفاقها بقوة وعزيمة ، وبوعي وثبات . وذلك يحتم علينا - إذا كنا نشعر بالمسؤولية أن نخطط لهذا البكاء الذي