لشد ما تشطرا ضرعيها [1] فصيرها في حوزة خشناء يغلظ كلمها [2] ويخشن مسها [3] ويكثر العثار فيها والاعتذار منها [4] فصاحبها كراكب الصعبة إن أشنق لها خرم [5] وإن أسلس لها تقحم ، فمني الناس لعمر والله بخبط وشماس وتلون واعتراض ، فصبرت على طول المدة وشدة المحنة ، حتى إذا مضى لسبيله ، جعلها في جماعة زعم أني أحدهم ، فيا لله وللشورى متى اعترض الريب في مع الأول منهم [6] حتى صرت أقرن إلى هذه النظائر [7] لكني أسففت إذ
[1] اقتسما فائدتها ونفعها ، والضمير للخلافة ، قاله ابن أبي الحديد . فإن عمر أبرم أمر الخلافة لأبي بكر يوم السقيفة وأبو بكر عهد بها إليه عند وفاته ، فكل منهما أخذ شطرا منها [2] أي في جهة صعبة المرام شديدة ، والكلم : الجرح [3] أي تؤذي وتضر وتنكي من يمسها . قال ابن أبي الحديد : يصف جفاء أخلاق الوالي المذكور ونفور طبعه وشدة بادرته [4] قال ابن أبي الحديد ليست هذه الجهة جددا مهيعا ، بل هي كطريق كثيرة الأحجار لا يزال الماشي فيه عاثرا ، يعني أن عمر كان كثيرا ما كان يحكم بالأمر ثم ينقضه ويفتي بالفتيا ثم يرجع عنها ويعتذر مما أفتى به أولا [5] أشنق البعير نفسه إذا رفع رأسه يتعدى ولا يتعدى ، وأصله من الشناق وهو خيط يشد به فم القربة [6] يعني به أبا بكر [7] كسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف ، قاله ابن أبي الحديد .