إن القرآن المجيد يخبرنا بأن أصحاب النبي صلى الله عليه وآله فيهم المؤمنون وفيهم المنافقون ، قال الله عز وجل ( فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين ) [1] وقال تعالى ( إذا جائك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله ، والله يعلم إنك لرسوله ، والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ، اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون ) [2] فالشيعي لا يعد المؤمنين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله من شر الملة كما افتراه عليهم الجبهان الأثيم ، إنما يعد المنافقين منهم كذلك ، لأن الله سبحانه أثنى على المؤمنين في كتابه الكريم فقال ( قد أفلح المؤمنون . . . ) فمن أخبر الله بفلاحهم كيف يعدهم الشيعي المؤمن بكتاب الله من شر أهل الملة ؟ وهم إخوانه في الدين والعقيدة قال الله تعالى ( إنما المؤمنون إخوة ) [3] أما أنت يا جبهان فليس غريب منك أن تقول على الفور : إنهم أصحاب عيسى ، لو سئلت من خير أهل ملتكم ؟ فتفتري بذلك أيضا ، لأنه لما كان في أصحاب نبينا محمد صلى الله عليه وآله المؤمنون والمنافقون ، أمكن أن يكون في أصحاب عيسى ( ع ) ذلك أيضا ، واحتمال وجود المنافق فيهم لا يبيح لك أن تقول فيهم إنهم أصحاب عيسى ( ع ) في جواب من يسئلك من خير أهل ملتكم ؟
[1] سورة النساء ، الآية 84 . [2] سورة المنافقين ، الآية 28 . [3] سورة مريم ، الآية 10 .